قراءة لمدة 1 دقيقة انْطِباعيـة

بالعربية :
انْطِباعيـةتُعَدُّ الانطباعية (انطباعية) حركة فنية نشأت في القرن التاسع عشر (19) كرد فعل ضد الاتجاهات الفنية الكلاسيكية المعروفة بالواقعية والرمزية. تميزت الانطباعية بتركيزها على إيصال المدركات الحسية والتعبير عن الانطباعات الشخصية للمشاعر والأحاسيس أكثر من الخضوع للقيود الأكاديمية.
تأسست الحركة عام 1874 عندما عُرضت مجموعة من الفنانين مثل كلود مونيه، بيير أوغست رينوار، وإدغار ديغا لوحاتهم في صالون خاص. وقد أطلق على الحركة اسم "الانطباعية" نسبة إلى لوحة مونيه الشهيرة "انطباع الشمس المشرقة"، حيث انتقد النقاد في ذلك الوقت اللوحة لأنها بدت غير مكتملة وكأنها مجرد انطباع عن المشهد.
تظهر الانطباعية في استخدام الألوان الساطعة والتقنيات الجديدة، حيث اعتمد الفنانون على فرشاة مبللة لتحريك الألوان على القماش، مما أدى إلى تأثيرات ضوئية رائعة وخلق أجواء حيوية. وقد تجلَّت هذه الميزات بشكل واضح في اللوحات التي تناولت المناظر الطبيعية والمشاهد اليومية.
من بين أبرز ميزات الانطباعية، التعبير عن اللحظات الحية والتفاعل مع الضوء وتغيراته. فالفنانون الانطباعيون كانوا يسعون لالتقاط اللحظة بحد ذاتها، وهو ما لم يكن شائعًا في الأساليب الفنية السابقة. استخدمت الحركة أيضًا تقنية "الطلاء في الهواء الطلق"، مما ساعد الفنانين على ملاحظة التغيرات الطفيفة في الألوان وظلال الإضاءة الطبيعية.
من بين الأمثلة المعروفة لأعمال الانطباعيين، نجد لوحة "بلكون العائلة" لبيير أوغست رينوار، و"الرقص في مولان دو لا غاليت" للفنان نفسه. كما قدم إدغار ديغا العديد من اللوحات التي توضح مشاهد الراقصات في المسارح، مع التركيز على الحركة والضوء.
خارج المجال الفني، تأثرت الانطباعية مجالات عديدة مثل الأدب والموسيقى، حيث حاول الكتّاب والموسيقون تجسيد المشاعر والانطباعات وفق مناهج مشابهة. كما أن الحركة قد شكلت نقطة انطلاق لعدة مدارس أسلوبية أخرى، مثل التعبيرية والسريالية.
ختامًا، تُعتَبَرُ الانطباعية واحدة من أهم الحركات الفنية التي غيّرت طريقة تفكير الفنانين وعلاقتهم بموضوعاتهم، مُحدثةً تأثيرًا واضحًا على مجمل الفنون البصرية.