قراءة لمدة 1 دقيقة طَبَقةٌ حَدييَةٌ رُقاقِيّة
بالعربية :
طَبَقةٌ حَدييَةٌ رُقاقِيّةتعتبر الطبقة الحديية الرُقاقية (بالإنجليزية: Laminar Boundary Layer) من المفاهيم الأساسية في الديناميكا الهوائية والديناميكا السائلة. وهي حالة معينة من التدفق يُظهر فيها السائل (أو الغاز) تراكيبًا محددة تجعل من السهل تحليل سلوك تدفق السوائل ويؤثر بشكل كبير على الأداء الديناميكي للجسم المتحرك عبر وسيط. تظهر الطبقة الحدية الرُقاقية عادةً عندما يتحرك سائل مثلاً، على سطح صلب، بحيث تلتصق الطبقة الرفيعة من السائل بالسطح ولا تتحرك بنفس سرعة السائل في المناطق البعيدة عن السطح.
تتكون هذه الطبقة بشكل أساسي من جزيئات السائل القريبة من السطح، حيث تكون سرعاتها بطيئة جدًا وتتزايد تدريجيًا كلما ابتعدت عن السطح. يمكن فهم هذا السلوك من خلال مراقبة حركة السائل، حيث يكون لدينا مرحلة مستقرة من السريان داخل هذه الطبقة، ولذا يمكن اعتبارها كطبقة لها تدفق منظم، على عكس الطبقة الحديية المضطربة (Turbulent Boundary Layer) والتي تكون أكثر تعقيدًا وتظهر فيها دوامات.
تؤثر المادة والسطح الذي يتحرك عليه السائل بشكل كبير على طبيعة هذه الطبقة. فمثلًا، في الحاويات المائية البسيطة، سيكون لدينا طبقة حديية رُقاقية يسهل دراستها ومعرفة مقدار تحرك السائل تجاه الأسفل أو السطح. في التطبيقات الهندسية، تُستخدم الطبقات الحدية الرُقاقية في تصميم الطائرات، حيث يسعى المصممون للحد من السحب الذي يتعرض له جسم الطائرة عن طريق توجيه الجريان ليبقى في نطاق الطبقة الحدية الرُقاقية.
من الأمثلة العملية على استخدام الطبقة الحديية الرُقاقية هي في مجال الهندسة الميكانيكية والطيران، حيث يتم تصميم الأجنحة بشكل يتناسب مع تقليل السحب وزيادة كفاءة الوقود عن طريق تحسين تدفق الهواء حول الأجنحة وفي بعض الأحيان يتم استخدام أسطح خاصة تقليل التشويش والحفاظ على الطبقة في حالتها الرُقاقية لأطول فترة ممكنة قبل أن تتحول إلى حالة مضطربة.
تتضمن التطبيقات الأخرى للطبقة الحدية الرُقاقية في مجالات كالهندسة الطبية، حيث يمكن استخدام الطبقة في تصميم الأجهزة التي تتعلق بتوزيع الأدوية أو غيرها من التطبيقات الطبية. ولهذا السبب، تكتسب الطََبَقَةُ الحَدِيَّةُ الرُقَاقِيَّةُ أهمية متزايدة في العديد من تطبيقات العلوم والهندسة، حيث توفر رؤى دقيقة حول كيفية تصريف السوائل وتفاعلها مع الأسطح.