قراءة لمدة 1 دقيقة تعلُّم بالعمل

بالعربية :
تعلُّم بالعملتأتي عبارة "تعلّم بالعمل" لتعكس فلسفة تعليمية تعتمد على المشاركة الفعالة في التجارب والأنشطة العملية كوسيلة رئيسية لاكتساب المعرفة والمهارات. هذه الفلسفة تبرز أهمية التطبيق العملي والتفاعل مع البيئة المحيطة بدلاً من مجرد التعلم النظري. يعد "تعلّم بالعمل" نهجًا شائعًا في التعليم المهني والفني، حيث يتيح للمتعلمين إدراك المفاهيم من خلال التجربة المباشرة.
تعود جذور هذا النهج إلى العديد من الفلاسفة والمربين، لكن يُنسب بشكل خاص إلى جون ديوي، الذي اعتبر أن التعلم هو عملية نشطة تركز على خبرات الطلاب. أكد ديوي على أن التعلم يجب أن يتم من خلال الأنشطة العملية، حيث يتم اكتساب المعرفة من خلال التجربة والتفاعل مع العالم الخارجي.
أحد الأمثلة العملية على "تعلّم بالعمل" هو التدريب الذي يجري في بيئة عمل حقيقية، حيث يلتحق الطلاب بالشركات أو المؤسسات للتعلم مباشرة من خلال أداء المهام المطلوبة. مثلًا، يمكن لطالب في تخصص إدارة الأعمال أن يتلقى دورات تعليمية في فصل دراسي، لكن التطبيق العملي سيكون من خلال فترة تدريب لدى شركة، حيث يتعلم كيفية إدارة المشاريع والتعامل مع العملاء بشكل فعلي.
توجد أيضًا تطبيقات في مجال التعليم العام، مثل التعلم من خلال المشاريع، حيث يتم تكليف الطلاب بمشاريع عملية تتطلب منهم تخطيط وتنفيذ وتحليل النتائج. هذه الأنشطة لا تعزز فقط الفهم الإبداعي لكنها تساعد أيضًا في تطوير مهارات العمل الجماعي وحل المشكلات.
بجانب ذلك، يُعد "تعلّم بالعمل" فعالًا في تعزيز الثقة بالنفس لدى الطلاب، حيث يمكنهم رؤية نتائج عملهم بشكل ملحوظ. كما يعزز أيضًا الدافع للتعلم، حيث يشعر الطلاب بالتفاعل والانخراط فيما يتعلمونه.
وبشكل عام، يحظى "تعلّم بالعمل" بتقدير كبير في العديد من المجالات، بما في ذلك التعليم المهني، وتدريب الشركات، وتطوير المهارات التقنية، وبناء القدرات الشخصية. يُعتبر هذا النهج ليس فقط وسيلة فعالة للتعلم، بل أيضًا أسلوبًا يحقق تكاملًا في الخبرات التعليمية ويساهم في تطوير الأفراد بشكل شامل.