قراءة لمدة 1 دقيقة وَسْـم
بالعربية :
وَسْـمفي علم السرديات، يُعتبر "الوسم" مصطلحًا يُشير إلى العلامات أو العلامات المميزة التي تُستخدم لتحديد أو إبراز شيء معين ضمن سياقات متعددة. وتأتي أهمية الوسم من كونه عنصرًا يسهم في التفاعل بين النص والمتلقي، إذ يساعد في تجسيد الأفكار والمفاهيم بشكل أكثر وضوحًا.
الوسم يمكن أن يتمثّل في معاني عدة؛ فهو قد يُشير إلى الفعل التفسيري الذي يقوم به النص، أو الدليل الذي يُظهر جوانب معينة من القصة أو الشخصية. وبالتالي، يُعتبر وسما مادياً يُشهد على الدليل الحاسم لإنجاز بطل الرواية. يُمكننا النظر إلى الوسم كحلقة وصل بين المُخفي والمكشوف، حيث يتجلى دور الوسم في إبراز العمق الإدراكي وتحويل الأسرار إلى واقع ملموس.
لنأخذ على سبيل المثال، في رواية من أدب الخيال العلمي؛ حيث يمكن للوسم أن يظهر في شكل تفاصيل تقنية أو إشارات خفية تشير إلى تقدم الشخصية (البطل) في مهمته. فعلى سبيل المثال، إذا كان هناك بطل يسعى لإنقاذ كوكب ما، فإن الوسم قد يتضمن وجود رمز أو إشارة معينة تدلل على مفاتيح هذا الإنجاز، مثل وجود خريطة أو جهاز مُبتكر. هنا، يعمل الوسم على تعزيز الوضوح في السرد ويساعد القارئ على تتبع الأحداث والتغيرات النفسية للشخصيات.
وعلى النقيض من ذلك، فإن الوسم أيضاً يُستخدم في النثر والشعر ليعكس مشاعر معينة. على سبيل المثال، اللفظ الذي يُستخدم ليصف حالة الحزن أو الفرح قد يُعتبر وسمًا له معاني غامضة وکتیب، يُتيح للقارئ فرصة التفكير والتأمل في النصوص الفنية.
وفي المجال الأكاديمي، يُستخدم مصطلح الوسم للإشارة إلى كيفية تصنيف الكيانات والمعلومات في قواعد البيانات أو ضمن نظام معين، حيث يُستخدم كمؤشر يُساعد على تسهيل البحث والاسترجاع. من الأمور المعروفة في هذا السياق هو أهمية الوسم في تنظيم المعلومات، مثل استخدام علامات التصنيف لتحديد المحتويات في مواقع الإنترنت أو المكتبات الرقمية.
وبهذا يتضح أن الوسم ليس مجرد لفظ مُستعمل، بل هو مفهوم متعدد الأبعاد يتداخل مع مجالات عدة، مثل الأدب، علم السرد، وعلم المعلومات. وبالتالي، فإن فهم هذا المصطلح يفتح آفاقاً واسعة للتفكير النقدي والإبداع.