قراءة لمدة 1 دقيقة ما فوق المسرح
بالعربية :
ما فوق المسرحيشير مصطلح "ما فوق المسرح" إلى نوع من الخطاب أو الأداء المسرحي الذي يتناول موضوع المسرح نفسه. يُعرف هذا النوع من الأداء بأنه ينطوي على تحليل وتفكيك لتركيبات المسرحية، حيث يركز على استكشاف العلاقة بين الممثل والجمهور، وكيفية تأثير هذا الأداء على نفسية المشاهد.
تاريخيًا، تناول الكثير من الكتّاب وفناني المسرح مفهوم ما فوق المسرح عبر عقود. ومن المعروف أن الأداء ما فوق المسرح قد أصبح جزءًا أساسيًا من المشهد المسرحي الحديث، حيث يساهم في تعزيز التفكير النقدي والوعي الذاتي داخل الجمهور.
على سبيل المثال، في مسرحيات كـ"في انتظار غودو" للكاتب صموئيل بيكيت، تتداخل عناصر ما فوق المسرح ضمن الحوار والأحداث، حيث يشير الممثلون إلى الطبيعة العبثية لوجودهم، مما يدفع الجمهور للتفكير في مفهوم المسرح كمكان للوجود والمراقبة.
تتضمن عناصر ما فوق المسرح أيضًا استخدام الميتاتياتريك (meta-theatrical) حيث يمكن للممثلين التفاعل مع إعلان عملهم. بعض الأمثلة على ذلك تشمل استخدام الممثل لجذب انتباه الجمهور وكسر الحائط الرابع، مما يعيد النظر في طبيعة السرد المسرحي. ويمكن مشاهدة ذلك أيضًا في أعمال الكاتب توم ستوبارد، والذي لعب دورًا محوريًا في تطوير هذا النوع من الأداء.
يمكن استخدام مفهوم ما فوق المسرح في مجالات أخرى، مثل السينما والأدب، حيث يمكن أن تُعطي الشخوص أو السرد نوعًا من الوعي الذاتى. من خلال ذلك، يمكن أن يُعزز من التواصل بين الجمهور والفنانين، مما يؤدي إلى تجربة فريدة وبنّاءة للمشاهد.
بلا شك، يعتبر منصب ما فوق المسرح أمرًا مثيرًا للاهتمام ويعكس كيف يمكن للفنون التفاعلية أن تعيد تشكيل رؤيتنا للتجربة الإنسانية. يعتبر هذا النوع من الأداء بمثابة دعوة إلى التساؤل والتفكير النقدي، مما يجعله ذا أهمية كبيرة في تطور المسرح والفنون بشكل عام.