قراءة لمدة 1 دقيقة شكّ منهجي

بالعربية :
شكّ منهجيالشك المنهجي هو مفهوم فلسفي نشأ على يد الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت في القرن السابع عشر. يرتكز هذا المفهوم على استخدام الشك كأداة لتحديد الأسس الموثوقة للمعرفة. يهدف الشك المنهجي إلى تحليل المعتقدات والأفكار عن طريق الشك في صحتها حتى الوصول إلى شيء لا يمكن الشك فيه.
قام ديكارت بتطوير منهجه الشكي من خلال ثلاث مراحل رئيسية. في المرحلة الأولى، يجب علينا الشك في كل ما يمكننا أن نشك فيه، بدءًا من الحواس التي قد تخدعنا. على سبيل المثال، يمكن أن تكون الأحلام خادعة، لذا يجب علينا الشك في صحة المعلومات التي نحصل عليها عن طريق الرؤية أو السمع.
في المرحلة الثانية، الشك يمتد إلى الأفكار التي نعتقد أنها صحيحة بشكل بديهي. يقول ديكارت إننا يجب أن نشك في وجود الأشياء المحيطة بنا، مطبقًا على كل شيء قضى عليه التفكير المعتاد. كأن نعتبر أن وجود كتاب أمامنا يمكن أن يكون مجرد وهم أو خيال.
أما في المرحلة الثالثة، فإنه في النهاية، سيصل الانسان إلى فكرة لا يمكن الشك فيها، وهي "أنا أفكر، إذن أنا موجود" (Cogito, ergo sum). من خلال هذه العبارة، يقرر ديكارت أن وجوده كفرد مفكر هو الحقيقة التي لا يمكن إنكارها، لأن الشك نفسه يتطلب وجود ذات قادرة على التفكير.
إحدى التطبيقات العملية للشك المنهجي تظهر في مجالات متعددة كالعلوم، حيث يحث الباحثون على مراجعة كل الافتراضات والمعتقدات الحالية من أجل الوصول إلى استنتاجات موثوقة. مثلاً، قبل اعتماد نظرية علمية، يجب اختبارها وترتيبها بشكل نقدي لتحديد مدى استنادها إلى أدلة قوية.
يُعتبر الشك المنهجي أداة قوية تعزز التفكير النقدي وتساعد في إزالة الأساطير والمعتقدات الزائفة. يتيح هذا المنهج للفرد الاطلاع على المعلومات بطريقة أكثر وعيًا وعقلانية، مما يؤدي إلى تطوير أساسيات قوية للمعرفة والفهم.