قراءة لمدة 1 دقيقة تحولات الحكاية، مورفولوجية الخرافة
بالعربية :
تحولات الحكاية، مورفولوجية الخرافةتُعتبر "مورفولوجية الخرافة" مفهومًا مهمًا في دراسة الحكايات الشعبية والأساطير، حيث يتم التحليل البنيوي للحكايات من منظور شكلها العام والعناصر الثابتة فيها. يُرجع هذا المصطلح إلى العالم الروسي فلاديمير بروب، الذي قدم دراسة عميقة عن الحكايات الشعبية الروسية، وركز على كيفية تحول الحكايات عبر الزمن وكيف يمكن تحليل بنيتها باستخدام نمط معين من الثوابت.
جاء بروب بفكرته من ملاحظته لوجود عناصر متكررة وثوابت تشكل البنية الأساسية للحكايات، حيث يمكن تصنيف الوظائف والأفعال التي تمر بها الشخصيات في الحكاية. فقد قام بتحليل 100 حكاية شعبية روسية ووجد أن هناك 31 وظيفة مختلفة تتوزع عبر هذه الحكايات، مشيرًا إلى أن التحولات تحدث في الحكايات بالتوازي مع التحولات الاجتماعية والثقافية التي تمر بها المجتمعات.
عند تحليل الحكايات، ينظر الباحثون إلى العناصر مثل البطل، الخصم، المساعد، والهدية، حيث تتم دراسة هذه الشخصيات وفعلها وتأثيرها على مجرى الحكاية. على سبيل المثال، في حكاية "سندريلا"، نجد أن الشخصيات الثابتة تشمل سندريلا، العرابة، والأخوات الأشرار، فيما تتمثل التحولات في مساعدة العرابة لسندريلا في تجاوز العقبات التي تواجهها.
تساعد مورفولوجية الخرافة في فهم كيف تُصاغ الحكايات وكيف تتفاعل مع ثقافات وأساليب حياتية مختلفة، مما يفتح المجال لدراسات متعددة المجالات تشمل الأدب، علم الاجتماع، وعلم النفس. هذا النموذج البنيوي يساعد القراء والباحثين على تحليل وفهم الحكايات في سياقات متعددة، مما يُعزز الفهم الشامل لهذا النوع من التعبير الثقافي.
على سبيل المثال، يمكن استخدام هذه المفاهيم في تحليل الفولكلور العربي، مثلما نجد في قصص ألف ليلة وليلة، حيث يمكن تحديد الوظائف المختلفة للشخصيات وكيف تُعبر عن القيم الثقافية للدول العربية.
باختصار، تمثل "تحولات الحكاية، مورفولوجية الخرافة" وسيلة دقيقة لتحليل الفولكلور وتفسير تحولات المعاني والثقافات عبر الزمن، وذلك من خلال التركيز على العناصر البنائية والتفاعلات التي تحدث خلال الحكاية.