قراءة لمدة 1 دقيقة فن (ال…) المدجّن

بالعربية :
فن (ال…) المدجّنيُعتبر فن المدجّن (Mudejar) أحد أشكال العمارة والفنون الزخرفية التي ظهرت في إسبانيا خلال الفترة ما بين القرنين الثاني والثالث عشر ميلادي. ويشير المصطلح إلى التأثيرات المعمارية والفنية الإسلامية التي طغت على الثقافة الإسبانية بعد الفتوحات الإسلامية. والمدجّن هو ألقاب تُطلق على المسلمين الذين استقروا في الأندلس بعد Reconquista (استعادة إسبانيا المسيحية)، وتمكنوا من الحفاظ على تقاليدهم الثقافية والفنية.
واحدة من الخصائص الأساسية لفن المدجّن هي الفسيفساء والتزجيج بالألوان الزاهية. كانت المشاريع المعمارية المندرجة تحت هذا الفن تُظهر تأثراً واضحاً بالأساليب الإسلامية التقليدية بينما تتبنى أيضاً عناصر من الأساليب القوطية ورومانيسك. على سبيل المثال، يمكن رؤية استخدام الأقواس المدببة، وزنات الأعمدة الرقيقة والتفاصيل الزخرفية المعقدة في المباني التي تتبع نمط المدجّن.
أحد الأمثلة البارزة لفن المدجّن هو قصر الحمراء في غرناطة، والذي يتضمن زخارف مدجنّة تضفي عليه رفيعة تميزاً وفخامة. بالإضافة إلى ذلك، يتميز فن المدجّن أيضًا بالاستعمال المكثف للقرميد المزخرف، والكتابات العربية، والنقوش النباتية والزهور.
ولم يقتصر تأثير المدجّن على العمارة، بل دخل أيضاً إلى مجالات الحرف اليدوية مثل النسيج وصناعة الأثاث وتزيين السجاد. وعندما ندرس فن المدجّن، نستطيع أن نرى كيف يمكن لثقافتين مختلفتين أن تتفاعل وتنتج أشكالًا فنية جديدة تتجاوز الحدود التقليدية.
في الختام، يقدم فن المدجّن مثالًا رائعًا على الاندماج الثقافي والإبداع الفني الناتج عن التفاعل بين المجتمعات المختلفة. إنه ليس مجرد نمط معمارية بل هو تجسيد لصمود الهوية الثقافية وذاتها التي تعود لإرث تاريخي عريق.