قراءة لمدة 1 دقيقة لا ماركية حديثة

بالعربية :

لا ماركية حديثة (Neolamarckism) هي نظرية في علم الوراثة التطورية التي تنطلق من أفكار العالم الفرنسي جان باتيست لامارك. على الرغم من أن لامارك قام بوضع نظريته في القرن التاسع عشر، إلا أن أفكاره ظلت تثير الجدل والنقاش في الأوساط العلمية لفترة طويلة.

تُعرَّف "اللاماركية" بشكل عام بأنها نظرية تنص على أن الكائنات الحية تتطور من خلال وراثة السمات المكتسبة. بينما كان تشارلز داروين يُعرف بأنه مؤسس نظرية الانتقاء الطبيعي، فإن لا ماركية حديثة تأخذ بعض الأفكار من هذه النظرية وتدمجها مع مفاهيم جديدة تتعلق بالوراثة، مثل علم الوراثة الجزئية.

تستند لا ماركية حديثة إلى فكرة أن التغيرات التي تحدث في الكائن الحي نتيجة للتفاعل مع البيئة يمكن أن تُورث للأجيال القادمة. على سبيل المثال، يعتبر أن الأفراد الذين يتعرضون لتحديات بيئية معينة مثل الضغط الجسدي أو التغيرات الغذائية قد تكون لديهم سمات تحسين ناجمة عنها، والتي يمكن أن تُنتقل إلى ذرياتهم عبر آليات مختلفة، مثل التغيرات البيئية التي تؤثر في التعبير الجيني.

تجدر الإشارة إلى أن لا ماركية حديثة ليست نظرية عقيمة. هناك دراسات تفاعلية ودلائل تجريبية تدعم بعض جوانبها، مثل الظواهر المعروفة باسم التعديل اللا وراثي، حيث يمكن أن تؤثر العوامل البيئية على التعبير الجيني. على سبيل المثال، الآثار المتعلقة بالتغذية على التعبير الجيني للأطفال بالمقارنة مع تغذية الأجيال السابقة قد تدعم الفكرة بأن الصفات المكتسبة يمكن أن تؤثر على الأجيال المقبلة.

أحد التطبيقات المعاصرة لهذا المفهوم هو في علم التخلق أو epigenetics، حيث تظهر الأبحاث كيف يمكن للعوامل البيئية مثل النظام الغذائي، والتعرض للمواد الكيميائية، أو حتى الإجهاد أن تؤثر على تعبير الجينات وتُتوارث عبر الأجيال. هذه الإضافات تبرز كيفية تفاعل العوامل الوراثية والبيئية، ما يمنح فكرة لا ماركية الحديثة إطارًا علميًا أكثر ثباتًا ووضوحًا.

من جهة أخرى، لا تزال هناك نقاشات حول صحة لا ماركية حديثة مقابل نظريات التطور الأخرى، إلا أن الفهم المستمر لعلم الوراثة والتعقيدات البيئية قد يسهمان في توسيع نطاق المعرفة حول كيف يمكن للكائنات أن تتكيف وتتحور مع مرور الوقت.

بالإنجليزية :

بالفرنسية :

بالصينية :

بالإسبانية :

بالروسية :