قراءة لمدة 1 دقيقة علم النفس الموضوعي

بالعربية :

علم النفس الموضوعي هو فرع من فروع علم النفس يركز على دراسة السلوك البشري من منظور موضوعي وكمّي. يهدف هذا العلم إلى تحليل السلوكيات البشرية بشكل مستقل عن العوامل الشخصية والتجريبية، مما يسمح للباحثين بتطوير نظريات دقيقة وقابلة للاختبار. تمثل هذه المقاربة تحديًا للعديد من المدارس الفكرية في علم النفس، خاصة تلك التي تعكس الجوانب الذاتية والعاطفية للإنسان.

تجسّد المدرسة السلوكية أبرز تجليات علم النفس الموضوعي، حيث ركزت على السلوك القابل للملاحظة والذي يمكن قياسه. أحد رواد هذه المدرسة هو العالم الأمريكي جون واطسون، الذي اعتبر أن علم النفس يجب أن يكون علمًا يدرس فقط ما يمكن مشاهدته وقياسه، مما يستبعد العمليات العقلية الداخلية. استند واطسون إلى فكرة أن السلوك يتشكل من خلال الاستجابة للمؤثرات الخارجية، وهو ما تم التأكيد عليه من خلال التجارب السلوكية الشهيرة.

تتضمن أساليب البحث في علم النفس الموضوعي استخدام التجارب الكمية، مثل الدراسات الاستقصائية والتجارب المعملية، مما يساعد على توفير بيانات موضوعية يمكن تحليلها إحصائيًا. على سبيل المثال، يمكن للباحثين استخدام الملاحظات الميدانية لدراسة كيفية استجابة الأفراد لمواقف معينة، مثل التفكير في تأثيرات الازدحام المروري على مزاج السائقين. من خلال هذه الأساليب، يمكن الوصول إلى نتائج يمكن تعميمها على جماعات أكبر.

على الرغم من أهمية هذا الاتجاه، يواجه علم النفس الموضوعي بعض الانتقادات. فالكثير من علماء النفس اعتبروا أن فهم السلوك البشري يتطلب أيضًا أخذ العواطف والأفكار الداخلية بعين الاعتبار. في السنوات الأخيرة، تم دمج العديد من هذه الآراء، وأصبح هناك تزايد في التركيز على أهمية الجمع بين الأساليب الموضوعية والذاتية لفهم النفس البشرية بكافة أبعادها.

في الختام، يُعتبر علم النفس الموضوعي من الركائز الأساسية لفهم السلوك البشري بموضوعية، ومع أنه يظهر بعض القيود، إلا أنه يوفر إطارًا قويًا لتحليل سلوكيات الأفراد في بيئات مختلفة.

بالإنجليزية :

بالفرنسية :

بالصينية :

بالإسبانية :

بالروسية :