قراءة لمدة 1 دقيقة تطفُّر تغيير الإطار

بالعربية :
تطفُّر تغيير الإطارتُعتبر ظاهرة "تطفُّر تغيير الإطار" واحدة من التحولات الجينية المهمة التي يمكن أن تحدث خلال عملية التعبير الجيني. وهي عملية تؤدي إلى تغيير الطول الأفقي للمعلومات الوراثية الموجودة على الحمض النووي، مما ينتج عنه تغير في كودونات الرنا المرسال (mRNA) الذي يُعد مرشدًا لعملية تصنيع البروتينات. يتسبب تطفر تغيير الإطار في إعادة تنظيم الأكواد في الجين، مما يعدل التسلسل المستخدم في بناء البروتينات ويؤدي إلى إنتاج بروتينات غير وظيفية أو بروتينات ذات خصائص مختلفة تمامًا.
تحدث هذه الظاهرة عادة نتيجةً لفقدان أو إضافة نكليوتيدات في تسلسل الـDNA، وخاصة إذا كان عدد النكليوتيدات المفقودة أو المضافة غير مضاعف للعدد ثلاثة. وعندما يتم ذلك، يتغير موضع الأجزاء المنفصلة من الكود، مما يؤدي إلى "زحزحة" القراءة في الإطار. فعلى سبيل المثال، إذا كانت تسلسل النكليوتيدات هو AUG CCG UAA، وأضفنا نكليوتيد واحدًا مثل "G"، فإن التسلسل سوف يتغير ليصبح AUG GCC GUA، وهذا سيغير الكودونات التي تترجم إلى الأحماض الأمينية.
إن نتائج تطفر تغيير الإطار يمكن أن تكون وخيمة. فإن تركيب بروتين غير صحيح قد يؤدي إلى عدم الفعالية البيولوجية له أو حتى إلى التأثير على سلامة الخلايا بشكل أكبر، مما قد يسفر عن أمراض وراثية أو تطورات سرطانية. من الأمثلة على ذلك الأمراض الوراثية مثل داء هنتنغتون، التي تتسبب بها تغيرات جينية تؤدي إلى إنتاج بروتينات غير وظيفية.
في مجال التطبيقات العملية، يستخدم تطفر تغيير الإطار كأداة في البحث العلمي لفهم الآليات الجينية بشكل أفضل. على سبيل المثال، يمكن للعلماء دراسة كيفية تأثير تغييرات معينة في الجينات على تطور الأمراض، مما يساعد في تطوير استراتيجيات جديدة للعلاج. بالإضافة إلى ذلك، يستخدم التطفر في التقنيات الجينية المستخدمة في الهندسة الوراثية، لتطوير كائنات معدلة وراثيًا ذات صفات محددة، مثل مقاومة الأمراض أو تحسين الإنتاجية.
في الختام، يبرز تطفر تغيير الإطار كظاهرة هامة في علم الوراثة تؤثر على تطور الكائنات الحية وعلى صحة الأفراد. ومن الضروري إجراء المزيد من الأبحاث لفهم هذه الظاهرة وكيفية التحكم فيها للحد من آثارها السلبية.