قراءة لمدة 1 دقيقة ظواهرية

بالعربية :
ظواهريةظواهرية (Phenomenology) هي منهج فلسفي ومنهجية بحثية تركز على دراسة الوعي وتجارب الإنسان. تُعنى هذه المدرسة بتفصيل كيفية إدراك الأفراد للعالم من حولهم، وماذا يعني ذلك بالنسبة لتجاربهم الشخصية. تعتبر الظواهرية قاعدة للتفكير الفلسفي الحديث، خاصة في مباحث علم النفس وفلسفة الوجود.
تأسست الظواهرية على يد الفيلسوف إدوموند هوسرل (Edmund Husserl) في أوائل القرن العشرين. حيث سعى هوسرل إلى فهم تجربتنا الحياتية بطريقة تعكس التجربة ذاتها، بعيدًا عن التفسيرات المسبقة والافتراضات الفلسفية. وقد اعتبر أن فهم الوعي وتجربتنا اليومية يجب أن يكون منطلقًا لأي نوع من أنواع البحث الفلسفي والعلمي.
تتضمن الظواهرية طريقة "التعليق المسبق" (Epoché) التي تعني تعليق الأحكام والأفكار المسبقة، مما يسمح للباحث بأن ينظر إلى الظواهر من منظور جديد. هذا المنهج لا يركز فقط على الحدث نفسه، بل على كيفية إدراك هذا الحدث، وكيف تشكل تلك الإدراكات تجارب الناس. مثلاً، كيف يمكن لنفس الشيء، مثل جرس المدرسة، أن يكون له معاني مختلفة لأشخاص مختلفين بحسب تجاربهم وعواطفهم المرتبطة به.
تطبيق آخر للظواهرية هو في مجال علم النفس، حيث تستخدم لفهم كيفية تشكيل الصور الذهنية للأشخاص. على سبيل المثال، يمكن لدراسة ظواهرية أن تسلط الضوء على كيفية شعور الأفراد تجاه مرض معين من خلال تجاربهم الشخصية، وليس فقط من خلال الحقائق العلمية المجردة. يمكن أن يشمل ذلك التجارب المؤلمة التي يعيشها المريض، أو التغيرات النفسية الناتجة عن المرض.
من الشروع في الظواهرية، ظهر العديد من المفكرين الذين تناولوا هذا المنهج بشكل نقدي أو توسيع، ومنهم مارتن هايدغر (Martin Heidegger) وموريس ميرلو بونتي (Maurice Merleau-Ponty)، الذين أضافوا أبعادًا جديدة حول كيفية تفاعل الإنسان مع وجوده ومع العالم. تناول هايدغر مفهوم "الكينونة" والتي تُعني وجود الفرد في العالم، وكيف يؤثر هذا الوجود في تشكيل التجربة.
بالإضافة إلى ذلك، دخلت الظواهرية في مجالات متعددة من الدراسات الإنسانية والاجتماعية، بما في ذلك الأنثروبولوجيا ودراسات الثقافة وعلم الاجتماع. وتساعد هذه المنهجية في الوصول إلى فهم أعمق لمجموعة متنوعة من الظواهر الإنسانية، مثل الهوية الثقافية والتجارب المجتمعية.