قراءة لمدة 1 دقيقة وضعية (ال…)

بالعربية :
وضعية (الـ positivism)وضعية (الـ positivism) هي فلسفة علمية ظهرت في القرن التاسع عشر، وتعتبر من أهم التيارات الفلسفية التي أثرت على الفكر الغربي المعاصر. تهدف الوضعية إلى استخدام المنهج العلمي في دراسة الظواهر الاجتماعية والطبيعية، حيث تعزز القيم العقلانية والموضوعية في البحث العلمي. وقد ارتبطت الوضعية في الأصل بأعمال الفيلسوف الفرنسي أوغست كونت، الذي يعتبر مؤسس هذه الفلسفة.
تعتمد الوضعية على مبدأ أساسي هو أن المعرفة الحقيقية تأتي فقط من التجربة الحسية والتأكيدات العلمية. وبالتالي، فإن أي ظاهرة لا يمكن قياسها أو ملاحظتها بشكل مباشر يتم رفضها كموضوع للبحث. هذه الفلسفة تدعو للتركيز على الحقائق الملموسة والبيانات القابلة للتكرار، مما يجعلها أحد المكونات الأساسية للعلم الحديث.
من الأمثلة على تطبيقات الوضعية، يمكننا التفكير في المجالات العلمية مثل الفيزياء والبيولوجيا، حيث يتم استخدام المنهج العلمي لتطوير نظريات جديدة بناءً على الملاحظات والتجارب. في مجال العلوم الاجتماعية، يتم استخدام البحوث الكمية لجمع بيانات عن سلوك الأفراد والمجتمعات، مما يعزز من موضوعية النتائج وتفسير الظواهر الاجتماعية.
وعلى الرغم من العديد من الإيجابيات التي تحملها الوضعية، إلا أنها قد واجهت نقداً كبيراً، حيث اعتبر بعض الفلاسفة والمفكرين أن التركيز الشديد على البيانات الكمية يمكن أن يتجاهل الجوانب الكيفية والمعنوية للظواهر. ومن الفلاسفة الذين انتقدوا الوضعية كان العالم الألماني ويليام جيمس، الذي اقترح أهمية الخبرة والوعي الشخصي كجزء من المعرفة.
لا تزال الوضعية تلعب دوراً مهماً في تطوير العديد من المجالات، مثل علم الاجتماع والاقتصاد، حيث تعتمد الكثير من الدراسات على أساليب كمية تهدف إلى تفسير الظواهر الاجتماعية بشكل دقيق وموضوعي. يعتبر الاستنتاج العلمي والتجارب العملية أساسياً في هذا السياق، مما يضمن أن تكون النتائج مستندة إلى أسس علمية موثوقة.