قراءة لمدة 1 دقيقة ما بعد الانطباعية

بالعربية :
ما بعد الانطباعيةما بعد الانطباعية هو مصطلح يُستخدم للإشارة إلى حركة فنية ظهرت في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، واعتبرت رد فعل ضد الانطباعية الكلاسيكية التي سبقتها. تأسست الحركة من قبل مجموعة من الرسامين الذين اتخذوا من الابتكار والتعبير الشخصي محاور محددة لأعمالهم. من أبرز الفنانين الذين يُعتبرون جزءًا من هذه الحركة فنسنت فان جوخ، بول غوغان، وجورج سورا.
تُعتبر ما بعد الانطباعية تطورًا للانطباعية، مع التركيز بشكل أكبر على الألوان، الأشكال، والتعبير العاطفي بدلاً من التقاط اللحظات الزمنية أو الانطباعات العابرة. في حين أن الانطباعية كانت تسعى لتصوير الأضواء والألوان كما تُرى في اللحظة الحالية، فإن الفنانين ما بعد الانطباعيين سعى كل واحد منهم إلى وضع رؤيته الخاصة والتعبير عن شعوره الشخصي تجاه الطبيعة والواقع.
تُظهر أعمال هؤلاء الفنانين مجموعة متنوعة من الأساليب والتقنيات، حيث اعتمد بعضهم على الألوان الزاهية والأشكال المبسطة مثل فنسنت فان جوخ في لوحته الشهيرة "ليلة النجوم". بينما اعتمد آخرون على النقاط والتقنيات التجريبية، مثل جورج سورا في أسلوب "التقنيات النقطية" الذي استخدم فيه النقاط الملونة لإنشاء صور متكاملة.
من الخصائص الرئيسية لما بعد الانطباعية هي القدرة على التعبير عن المشاعر من خلال الألوان. على سبيل المثال، كان فان جوخ يستخدم ألوانًا قويّة للتعبير عن حالته النفسية، كما يبدو في لوحته "أزهار عباد الشمس" التي تعكس شعور التفاؤل والاحتفاء بالحياة.
تعكس هذه الحركة أيضًا الاهتمام المتزايد بالعالم الداخلي للفنان وأفكاره، مما جعل كل عمل فني يروي قصة تتعلق بتجربته الذاتية. كان العديد من الفنانين ما بعد الانطباعيين يبحثون عن الهروب من عالم الواقع لخلق عوالم جديدة من خلال فنهم، مما ساهم في التحضير لمظاهر أكثر حداثة في الفنون، مثل التعبيرية والفن الحديث.
تُعتبر ما بعد الانطباعية واحدة من أهم الحركات الفنية في التاريخ، حيث ساهمت في تشكيل قواعد جديدة في عالم الفنون وفتحت الأبواب للعديد من التجارب الفنية اللاحقة. وتستمر تأثيراتها حتى يومنا هذا من خلال التأثير على الحركات الفنية الحديثة والمعاصرة.