قراءة لمدة 1 دقيقة قدرة تداولية
بالعربية :
قدرة تداوليةتُعرف القدرة التداولية بأنها الملكة الذهنية التي تتيح للفرد القدرة على استخدام اللغة بشكل فعّال ضمن سياقات تواصلية مختلفة. تشمل هذه القدرة على فهم المواقف الاجتماعية المختلفة، واستخدام اللغة بشكل مناسب وفقاً لما يتطلبه السياق. يُعتبر هذا المفهوم جزءًا أساسيًا من كفاءة التواصل، حيث لا تقتصر قدرة الأفراد على استخدام القواعد اللغوية والمفردات فقط، بل تمتد إلى فهم كيفية التعامل مع المواقف الاجتماعية بشكل فعّال.
القدرة التداولية تلعب دورًا مهمًا في اكتساب اللغة، إذ تسمح للمتعلمين بالتفاعل بلغة جديدة بطريقة تعكس الفهم العميق للمعاني والدلالات الثقافية والاجتماعية.
مثال يتضح فيه مفهوم القدرة التداولية هو استخدام أسلوب مخاطبة مختلف بحسب المواقف. فمثلاً، في محادثة رسمية مع مسؤول، قد يستخدم الفرد لغة أكثر رسمية ويتجنب استخدام التعابير غير الرسمية أو الفكاهة. بالمقابل، في محادثة مع صديق، قد يستخدم الشخص أسلوباً أكثر استرخاءً وأسلوب مخاطبة مفتوح. القدرة على التبديل بين هذين الأسلوبين وفقاً للسياق تُعبر عن مستوى عالٍ من القدرة التداولية.
تتضمن القدرة التداولية أيضًا القدرة على قراءة الإشارات غير اللفظية، مثل نبرة الصوت، تعبيرات الوجه، وحركات الجسم، التي تعكس المشاعر والنوايا. هذه الإشارات تؤثر بشكل كبير على كيفية تلقي الرسائل وفهمها. على سبيل المثال، يمكن أن تُشير الابتسامة بالإضافة إلى الكلمات الإيجابية إلى الترحيب، بينما لهجة صارمة قد تعكس انزعاجاً أو جدية في الحديث.
علاوة على ذلك، تُعتبر القدرة التداولية مهمة في التغلب على الحواجز اللغوية. على سبيل المثال، في حالة التحدث بلغة غير الأم، يمكن للفرد استخدام القدرة التداولية لفهم معاني الكلمات بناءً على السياق العام، حتى لو لم يكن معه المعرفة الكاملة بكل الكلمات المستخدمة. هذه القدرة تساعد الشخص على التفاعل بفعالية أكبر وتحقيق التواصل بطريقة مفعمة بالمحتوى والدلالة.
في الختام، تُعتبر القدرة التداولية أحد المفاتيح الأساسية لفهم وتطبيق اللغة في الحياة اليومية، حيث تعزز التفاعل الاجتماعي وتساهم في بناء علاقات أقوى عبر الفهم المتبادل والدعم العاطفي.