قراءة لمدة 1 دقيقة ما قبل النَّـص

بالعربية :
ما قبل النَّـصإن مصطلح "ما قبل النص" هو تعبير يشير إلى المواد التي تقوم بتشكيل النص الأدبي قبل أن يتخذ صورته النهائية. وقد أبدعه الباحث ج. بيلمان في كتابه (النص وما قبل النص) الذي صدر عام 1972. يشمل هذا المصطلح مجموعة من العناصر الأساسية التي تشمل المسودات، المخطوطات والملاحظات التي تم تطويرها خلال عملية الكتابة. ويمكن اعتبار "ما قبل النص" كميدان من ميادين النقد الأدبي، حيث يُستخدم لفهم الأساليب والوحدات البنائية وتأثيرها في عملية الكتابة الإبداعية.
تتجلى أهمية "ما قبل النص" في أنه يمنح النقاد والباحثين أدوات ضرورية لدراسة كيفية تطور النصوص وما يمكن أن تعكسه المسودات عن الفكر الإبداعي للكاتب. تعطي الوثائق المتعلقة بـ "ما قبل النص" نظرة معمقة عن كيفية تطور الأفكار والأساليب في الكتابة الأدبية، ما يسمح للقارئ بفهم السياق التاريخي والثقافي للنصوص بشكل أفضل.
على سبيل المثال، يمكن النظر إلى رواية كبرى مثل "مئة عام من العزلة" لجابرييل غارثيا ماركيز، حيث قد تحتوي المسودات الأولية على أفكار أو مشاهد تم حذفها أو تعديلها في النسخة النهائية. هذه المخطوطات يمكن أن تكشف عن التحولات الإبداعية التي مر بها الكاتب أثناء العمل على النص، كما تساهم في الكشف عن التأثرات الأدبية والثقافية التي أثرت فيه.
علاوة على ذلك، يمكن استخدام مفهوم "ما قبل النص" في مجالات أخرى مثل النقد السينمائي، حيث يتم تحليل النسخ المبكرة من النصوص السينمائية (السكريبت) والسيناريوهات التي مر بها الفيلم قبل أن يصل إلى المنتج النهائي، وبالتالي فإنه يعكس العملية الإبداعية التي تخضع لها الفنون الأدبية والفنون البصرية.
بصفة عامة، يمكن القول أن "ما قبل النص" لا يقتصر فقط على كونه مجرد مواد مكتوبة سابقة للنص النهائي، بل هو مجال يفتح باب النقاشات حول كيفية فهم النصوص الأدبية بشكل أعمق، وفي الوقت ذاته يسلط الضوء على الدور الذي تلعبه النية والتطورات الفكرية في عملية الإبداع الأدبي.