قراءة لمدة 1 دقيقة تكون مُسَبَّق

بالعربية :
تكون مُسَبَّقتعتبر نظرية "تكون مُسَبَّق" (Preformation) واحدة من النظريات التاريخية المهمة في علم الأحياء التي تسعى لتفسير كيفية تطور الأجنة. هذه النظرية تفترض أن جميع الخصائص والصفات التي سيتحلى بها الكائن الحي قد تم تحديدها مسبقًا داخل الجنين، وبالتالي ينظر إلى عملية التنمية على أنها مجرد عملية نمو وزيادة في الحجم، دون أي تغييرات رئيسية أو جديدة في التركيب أو التركيبة الجينية.
تعود جذور هذه النظرية إلى القرن السابع عشر، حيث اعتقد العلماء في ذلك الوقت أن الأجنة تنمو من أشكال صغيرة من الكائنات الحية الموجودة مسبقًا، تُعرف بتسمية "الأشخاص الصغار" أو الجنين المصغر. تم تصور أن كل صفات الكائن الحي قد تكونت بالفعل في هذه الحالة النمطية الصغيرة.
عُرف العديد من العلماء بتبني هذه الفكرة، بما في ذلك العالم الهولندي أنتوني فان ليفنهوك والعالم الفرنسي أسحاق نيوتن. ولكن مع تقدم المعرفة والبحث العلمي، تم تحدي هذه النظرية بشكل كبير. تحولت الأنظار إلى الطبيعة الديناميكية والمتحولة لعملية التطور.
توصل العديد من العلماء في القرن التاسع عشر مثل تشارلز داروين إلى نظرية التطور من خلال الانتقاء الطبيعي، والتي تدحض فكرة أن جميع الجينات والصفات موجودة مسبقًا. بدلاً من ذلك، تشير هذه النظرية إلى أن الكائنات الحية تتكيف وتطور صفاتهم استجابةً لبيئتها على مر الأجيال.
على الرغم من أن نظرية "تكون مُسَبَّق" قد سقطت في صالح نموذج الانتقاء الطبيعي، فإنها لا تزال تحمل قيمة تاريخية في المجال. تساعد في فهم كيف تطورت الأفكار العلمية حول الوراثة والتطور على مر الزمن.
اليوم، يُستخدم المصطلح كجزء من تاريخ علم الأحياء، ويشير إلى مدى تعقيد البحث في أصل الحياة وتنوعها. هناك حاجة مستمرة لفهم كيفية تطور الكائنات الحية وأي جينات تتحكم في ذلك، وهو ما يتماشى مع الأبحاث الحديثة في علم الجينوم.