قراءة لمدة 1 دقيقة ما قَبل لسانيّ
بالعربية :
ما قَبل لسانيّيشير مصطلح "ما قبل لسانيّ" إلى المرحلة التي تسبق التطور اللغوي، وخاصة في سياق نمو الأطفال وفهم الكبار للغة. ترتبط هذه المرحلة بسلوكيات وتفاعلات غير لغوية تُظهر كيف يبدأ الأفراد في التعبير عن احتياجاتهم ومشاعرهم بدون استعمال الكلمات. تعتبر هذه المرحلة جوهرية لأن النمو اللغوي يعتمد بدرجة كبيرة على التفاعلات الاجتماعية والتجارب الحياتية التي تسبق استخدام اللغة الرسمية.
في بادئ الأمر، يُظهر الأطفال سلوكات ما قبل لغوية مثل البكاء، الضحك، التحديق وتعبيرات الوجه. مثلاً، عندما يشعر الطفل بالجوع، قد يبكي أو يظهر تعبير وجه يدل على عدم الارتياح. هنا، لا يستخدم الطفل كلمات للتعبير عن مشاعره، لكنه يستخدم وسائل أخرى تفيد في تواصل المعنى.
تعتبر المرحلة ما قبل لغوية أيضًا هامة ورائدة جداً في دراسة تطور اللغة. تشير الأبحاث إلى أن الأطفال يبدأون في تطور مهاراتهم اللغوية من خلال المحاكاة والاستماع إلى الأصوات من حولهم قبل أن يصبحوا قادرين على استخدام الكلمات. هذه التجارب اللاواعية تضع الأساس لفهم اللغة اللاحق واكتساب المفردات.
بينما يتعلق هذا المصطلح بالأطفال، فإنه يمتد أيضاً ليشمل البالغين في سياقات معينة، مثل الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات لغة أو إعاقة. في هذه الحالات، لا يزال بالإمكان وجود تواصل فعال من خلال الإيماءات، تعبيرات الوجه، والطرق غير اللفظية الأخرى حتى وإن كانت اللغة المشروطة غير متاحة.
لتوضيح الفكرة، يمكننا استخدام مثال لأشخاص بالغين يواجهون صعوبة في الكلام. هؤلاء الأفراد يمكنهم استخدام الرموز أو الصور للتعبير عن أفكارهم. على الرغم من عدم استخدامهم الكلمات، إلا أن تواصلهم يُعتبر فعّالاً ويعتمد على ما قبل لغوي.
إذاً، "ما قبل لسانيّ" هو مصطلح يشير إلى فترة حيوية من التفاعل والتعبير، ويعكس كيف أن التواصل لا يقتصر على الكلمات فقط، بل يمتد إلى مجموعة واسعة من أشكال التعبير الأخرى التي تشكل جزءاً لا يتجزأ من تطور اللغة بصفة عامة.