قراءة لمدة 1 دقيقة مبدأ الثالث المرفوع

بالعربية :
مبدأ الثالث المرفوعمبدأ الثالث المرفوع، المعروف أيضًا بمبدأ "الثالث المستبعد" أو "مبدأ عدم التناقض"، هو مصطلح فلسفي ومنطقي يُشير إلى قاعدة تنص على أنه لا يمكن أن تكون العبارة وناقضها صحيحة في نفس الوقت وفي نفس السياق. تُعتبر هذه القاعدة من المبادئ الأساسية في المنطق الكلاسيكي، وقد كان لها تأثير عميق على الفلسفة والرياضيات والعلوم.
هذا المبدأ ينص على أنه إذا كانت العبارة P صحيحة، فإن نقيضها ¬P يجب أن يكون خاطئًا، ولا يوجد خيار ثالث بينهما. بمعنى آخر، يمكننا القول إنه إذا كانت الحالة التي نقوم بفحصها تنتمي إلى مجموعة معينة، فلا يمكن أن تنتمي في نفس الوقت إلى مجموعة مغايرة لها. هذا المبدأ يتخطى مجرد الرياضيات ليشمل جميع مجالات التفكير المنطقي.
على سبيل المثال، في سياق علم الرياضيات، إذا قلنا إن "العدد 2 هو عدد زوجي" فإن الرأي الآخر "العدد 2 ليس عددًا زوجيًا" يجب أن يكون خاطئًا. وفقًا لمبدأ الثالث المرفوع، لا يمكن أن يكون العدد 2 زوجيًا وغير زوجي في نفس الوقت.
المبدأ له تطبيقات واسعة في مجالات مختلفة. في البرمجة، على سبيل المثال، يمكن استخدامه في هياكل اتخاذ القرارات. في علم الحاسوب، يعد المبدأ أحد المفاهيم الأساسية وراء المنطق الصوري الذي يُستخدم في تصميم البرمجيات. كما يتم استخدامه في القوانين الجنائية حيث يتم تحديد ما إذا كان الشخص مذنبًا أو غير مذنب، ولا توجد حالة وسطية بينهما.
بالإضافة إلى ذلك، يأتي المبدأ في مواجهة مفاهيم أخرى مثل المنطق التعددي حيث يمكن للعبارة أن تأخذ قيمًا متعددة بدلاً من القيم الثنائية المقتصرة على الصواب والخطأ. هذه الاختلافات تمهد الطريق لفهم أكثر عمقًا للمنطق والأفكار الفلسفية التي توفر إطارًا للتحليل النقدي وعلوم المعرفة.
في السياق الفلسفي، يرتبط مبدأ الثالث المرفوع بالفيلسوف الإغريقي أرسطو، الذي كان من أوائل من صاغ هذا المبدأ بطريقة منطقية صارمة. ومع ذلك، هناك مدارس فكرية أخرى تستند إلى مفاهيم مختلفة قد تتحدى هذا المبدأ أو تبحث في بدائل له.