قراءة لمدة 1 دقيقة نقد تحليليّ نفسيّ
بالعربية :
نقد تحليليّ نفسيّيعتبر النقد التحليلي النفسي (Psychocriticism) منهجًا أدبيًا يدمج بين عناصر النقد الأدبي والتحليل النفسي، مستلهمًا من أفكار فرويد. يسعى هذا المنهج إلى فهم النصوص الأدبية من وجهة نظر نفسية، معتقدًا أن الأدب هو مرآة تعكس الصراعات الداخلية، الرغبات، والدوافع اللاواعية عند المؤلف وعند الشخصيات. يعتمد هذا النقد على مفهوم "المكانة النفسية" للشخصيات والتفاعلات الاجتماعية الناشئة عن هذه الديناميكيات النفسية.
وفقًا لشارل موران، الذي دعا إلى هذا النقد، فإن التحليل النفسي والأدب مرتبطان بطرق عديدة، مما يستدعي دراسة النصوص الأدبية كأعمال تعبر عن التوترات النفسية. وعلي الرغم من أن النقد التحليلي النفسي يستخدم كثيرًا تعبيرات معينة من التحليل النفسي، إلا أن موران يدعو للاستخدام الحذر لهذه التعابير لتقليل تلغيم المفاهيم بين النظرية والتطبيق. هذا يعني أنه ينبغي على النقاد مراعاة السياق قبل تطبيق النظريات النفسية على النصوص.
أحد الجوانب الهامة للنقد التحليلي النفسي هو أنه يتيح للنقاد إمكانية استكشاف الدوافع النفسية للشخصيات، مما يساهم في فهم كيف تتفاعل مع الأحداث والتجارب، على سبيل المثال، في رواية "موبي ديك" لهيرمان ميلفيل، يمكن لاستكشاف الأبعاد النفسية لشخصية "إيشماعيل" أن يكشف عن الصراعات الداخلية التي تواجهها الشخصيات الأخرى، مثل "كيفن" و"أخيل"، وأسباب سعيهم نحو الانتقام وصراعهم مع قوى الطبيعة.
يمكن تطبيق النقد التحليلي النفسي أيضًا في دراسة الشعر والمسرح. في مسرحيات شكسبير، يظهر النقد النفسي في تحليل الصراعات الداخلية للشخصيات مثل "هاملت" و"عطيل"، حيث تعكس كلماتهم وخياراتهم النفسية صراعاتهم الداخلية. من خلال إدراك ذلك، يمكن تفسير الأعمال الأدبية بصورة أعمق، مما يؤدي إلى تقييم أفضل لكيفية تجسد تلك الصراعات في النصوص.
بصفة عامة، يعد النقد التحليلي النفسي أداة قيمة لفهم الأدب، حيث يجمع بين تقنيات التحليل النفسي والنقد الأدبي لخلق رؤية شاملة عن الأعمال الأدبية. بالاستناد إلى فهم السياق النفسي، يقدم هذا المنهج رؤى جديدة تسهم في إثراء الدراسات الأدبية.