قراءة لمدة 1 دقيقة وراثة كمية

بالعربية :
وراثة كميةتُعرف الوراثة الكمية بأنها عملية وراثية تتعلق بالصفات التي يُمكن قياسها عددياً، حيث تُظهر هذه الصفات تبايناً مستمراً في المظاهر (phenotypes) والتي لا يمكن تصنيفها ضمن فئات محددة كما هو الحال في الصفات الوراثية البسيطة التي تتبع قوانين مندل. في حين أن الصفات الوراثية التقليدية تتميز بكونها تُظهر أنماطاً ظاهرة واضحة المعالم (مثل لون الزهرة أو شكل البذور)، فإن الوراثة الكمية تشمل الصفات التي تتوزع بشكل مستمر، مثل الطول، الوزن، أو معدل النمو في النباتات والحيوانات.
تظهر الصفات الكمية تأثيرًا مشتركًا للعديد من الجينات، وكل جين قد يتداخل تأثيره مع تأثيرات بيئية مختلفة. تُمثل هذه الصفات نموذجاً معقداً من الوراثة، مما يجعل تحديد العلاقة بين الجينات والمظاهر أمراً صعباً. على سبيل المثال، الطول البشري هو صفة كمية تتأثر بعوامل جينية وبيئية مثل التغذية واللياقة البدنية. وعادةً ما يُستخدم التحليل الاحصائي لفهم هذه العلاقات.
أحد الأمثلة العملية على الوراثة الكمية هو في الزراعة. عندما يقوم المزارعون بتحسين المحاصيل من خلال الانتخاب، فإنهم غالباً ما يبحثون عن صفات مثل العائد، الحجم، والنوعية، وهي كلها صفات كمية. من خلال ملاحظة توزيع المحصول وتطبيق تقنيات مختبرية مثل تحليل الوراثة الكمية (QTL) يمكن للمزارعين تحسين المحاصيل لتحقيق خصائص أفضل.
أساليب مثل التحليل الجيني المساعد والتعديل الجيني أصبحت أدوات قوية في تحسين الصفات الكمية في الزراعة. وقد أظهرت الأبحاث أن الجينات التي تؤثر على صفات كمية تتوزع بدلاً من تركيزها في جين واحد، مما يعكس تعقيد هذا النوع من الوراثة.
في الآونة الأخيرة، أدى توظيف التقنيات الجينية الحديثة مثل CRISPR إلى تقديم إمكانيات جديدة في تحسين الصفات الكمية في النباتات والحيوانات. هذه التقنيات تتجه نحو تغيير الصفات بشكل أكثر دقة، مما يُعزز من القدرة على استنباط أصناف جديدة من المحاصيل ذات العوائد العالية والمقاومة للآفات.
بشكل عام، تعكس الوراثة الكمية التفاعل المعقد بين العوامل الجينية والبيئية، مما يجعلها موضوعًا مثيرًا في علم الوراثة وعلوم الحياة.