قراءة لمدة 1 دقيقة إنجراف وراثيّ عشوائيّ

بالعربية :
إنجراف وراثيّ عشوائيّإنجراف وراثي عشوائي هو مفهوم في علم الوراثة السكانية يُشير إلى التذبذب العشوائي في تكرارات الأليلات داخل مجموعة سكانية معينة عبر الأجيال. يُعتبر هذا المفهوم من الظواهر الطبيعية التي يمكن أن تؤثر على تنوع الأنواع وإمكانية تطورها. يحدث الإنجراف الوراثي بشكل خاص في المجتمعات الصغيرة، حيث يمكن أن تؤدي التغيرات العشوائية في الأعداد السكانية إلى تغييرات ملحوظة في التركيب الوراثي للسكان.
تعود أهمية دراسة الإنجراف الوراثي إلى تأثيره على التطور والانتخاب الطبيعي. بينما يعتمد الانتخاب الطبيعي على كون الأليلات الأكثر ملاءمة هي التي تبقى وتنتشر في الأجيال اللاحقة، يمكن للإنجراف الوراثي أن يؤدي إلى بقاء أليلات غير ملائمة أو فقدان أليلات كانت ملائمة من قبل. بمرور الوقت، قد يتسبب هذا في تقليل التنوع الجيني وزيادة التصنيف الوراثي في حدود معينة.
واحدة من الأمثلة المعروفة على الإنجراف الوراثي هي ما يُعرف بـ "زجاجات العنق"، حيث يتسبب حدث مأسوي مثل الكوارث الطبيعية أو المرض في انخفاض عدد الأفراد في مجموعة سكانية بشكل كبير، مما يؤدي إلى تقليل التنوع الجيني. بعد الحدث، قد يظهر عدد محدود من الأليلات في النسل الجديد، مما يؤثر على التركيب الوراثي للمجموعة بشكل دائم.
هناك أيضًا مفهوم يسمى "التحول الوراثي العشوائي" (bottleneck effect) ويتعلق بكيفية تغيّر تكرارات الأليلات بعد حدث عشوائي، والذي يمكن أن يؤدي إلى الانحراف عن التركيب الوراثي السابق. هذا يمكن أن يسبب زيادة في أحد الأليلات وانخفاض في أليلات أخرى، حتى لو لم تكن هذه الأليلات مرتبطة بالقدرة التكيفية للنوع.
إن إدراك كيفية عمل الإنجراف الوراثي بالإضافة إلى الأسباب التي تؤدي إليه يمكن أن يساعد في فهم كيفية تأثير التغيرات العشوائية على الأنواع، وكيف يمكن أن تتغير التركيبة الجينية مع مرور الوقت. في البحوث الحالية، تُستخدم نماذج رياضية لدراسة الإنجراف الوراثي وتوقع تأثيراته على التركيب الوراثي للمجموعات، بالإضافة إلى استخدام تقنيات التسلسل الحديثة لفهم الجودة الجينية للسكان وكيفية الحفاظ عليها.