قراءة لمدة 1 دقيقة جُهد الأكسدة والاختزال

بالعربية :
جُهد الأكسدة والاختزاليُعتبر جُهد الأكسدة والاختزال (المعروف أيضاً بمصطلح "جُهد الاختزال" في بعض السياقات) من المفاهيم الأساسية في الكيمياء وعلوم البيئة. يُشير المصطلح إلى القدرة النسبية للمركب الكيميائي على فقد أو اكتساب إلكترونات، مما يحدد ما إذا كان سيعمل كعامل مؤكسد (مستقبل للإلكترونات) أو كعامل مختزل (مانح للإلكترونات). يتم قياس جُهد الأكسدة والاختزال بوحدات الفولت (V) وغالبًا ما يوصف باستخدام قيم سلبية أو إيجابية، حيث تشير القيم الإيجابية إلى قدرة أكبر على الأكسدة.
على سبيل المثال، يُعتبر مركب أكسيد النحاس (CuO) عامل أكسدة قوي لأن لديه جُهد أكسدة أكبر مقارنةً بعناصر أخرى. عندما يتفاعل مع غاز الهيدروجين (H2)، يتم اختزاله إلى النحاس المعدني (Cu) بينما يُؤكسد الهيدروجين إلى ماء (H2O). تعطي هذه العملية فكرة عن كيفية استخدام جُهد الأكسدة والاختزال في التفاعلات الكيميائية المختلفة.
تتواجد أهمية جُهد الأكسدة والاختزال في مجموعة واسعة من التطبيقات، بدءًا من عمليات التحلل الكهربائي، وتوليد الطاقة في الخلايا الكهروكيميائية، وحتى في العمليات الحيوية في الكائنات الحية. على سبيل المثال، تستخدم الخلايا الحية جهد الأكسدة والاختزال في سلسلة النقل الإلكتروني خلال عملية التنفس الخلوي، حيث يتم إنتاج الجزيئات الطاقية (ATP) المطلوبة لعمليات الحياة.
كلما كان جُهد الأكسدة والاختزال لمركب معين أعلى، كان من المحتمل بشكل أكبر أنه سيُشارك في تفاعلات أكسدة واختزال، مما يجعله ذا أهمية كبيرة في الكيمياء البيئية، مثل تفاعلات الأكسدة في التربة وتفاعلات كيمياء الماء.
تستخدم قيم الجهد أيضًا في تخمين اتجاه التفاعلات الكيميائية. يمكن استخدام قاعدة نernst equation للمساعدة في حساب جُهد الخلية في ظروف مختلفة، وبذلك يمكن تحديد ما إذا كان التفاعل سيكون مفضلاً أو غير مفضل.
بشكل عام، يُعتبر جُهد الأكسدة والاختزال أداة حيوية لفهم الطبيعة التفاعلية للمركبات الكيميائية التي تشكل الأساس للعديد من العمليات الصناعية والبيئية والحيوية.