قراءة لمدة 1 دقيقة تركيب تصليحيّ

بالعربية :
تركيب تصليحيّتركيب تصليحيّ هو عملية حيوية تحدث في خلايا الكائنات الحية، حيث يتم إصلاح الأضرار التي تصيب الحمض النووي (DNA) من خلال قطع إنزيميّة لإزالة الأجزاء التالفة واستبدالها بأخرى سليمة. تُعتبر هذه العملية حيوية للحفاظ على سلامة المعلومات الوراثية، ومنع حدوث الطفرات التي قد تؤدي إلى مشاكل صحية أو سرطانات.
تتعدد الأنماط التي قد تتعرض لها خلايا الدنا، مثل الأضرار الناتجة عن الأشعة فوق البنفسجية، التلوث، أو التشوهات الناتجة عن أخطاء أثناء نسخ الحمض النووي. ولهذا، يحتوي كل خلية على مجموعة من الأنظمة الإنزيمية المسؤولة عن إصلاح هذه الأضرار، ومن أبرزها نظام إصلاح الدنا المباشر (Direct DNA Repair)، نظام إصلاح العيوب (Mismatch Repair)، ونظام إصلاح التباين (Nucleotide Excision Repair).
خلال عملية التركيب التصليحي، يقوم إنزيم خاص يُعرف بـ"نوكليز" بقطع الدنا في المواقع المتضررة. بعد ذلك، يُستخدم إنزيم آخر يُعرف بـ"بوليميراز" لتركيب قطع جديدة من الدنا التي تتناسب مع الشريط المحتفظ به. في النهاية، يقوم إنزيم آخر يُعرف بـ"ليز" بإغلاق الفجوة الناتجة عن العملية، لتكوين شريط دنا سليم ومتكامل.
من الأمثلة العملية على التركيب التصحيحي هو قدرة الخلايا الجلدية في البشر على إصلاح الأضرار الناتجة عن التعرض للأشعة الشمسية، والتي تُعتبر شكلًا من أشكال الأشعة فوق البنفسجية. تعتمد هذه العملية على التركيز على نوعين من الآليات: الأول هو تصحيح الأخطاء الناتجة عن حرارة الشمس والآخر هو إزالة الأجزاء التالفة من الدنا.
يمكننا أيضًا مشاهدة التركيب التصحيحي في العديد من الكائنات الحية، حيث تلعب أيضًا دورًا هامًا في أنظمة الدفاع المناعي. وبالتالي، يُعد التركيب التصليحي جزءًا أساسيًا من دور الخلايا في العمل بشكل طبيعي وتجنب الطفرات الضارة.
في النهاية، يُعتبر فهم العملية الحيوية لتركيب التصليحي أمرًا حيويًا لتطوير العلاجات الطبية، خاصة في مجالات مكافحة السرطان وأبحاث الشيخوخة، إذ يُمكن تحسين الاستجابات المناعية والحد من الأضرار الخلوية.