قراءة لمدة 1 دقيقة طارمة
بالعربية :
طارمةتُعتبر "الطارمة" أحد المصطلحات المعمارية المهمة، وهي تشير إلى بناء دائري مقبب. تعكس الطارمة أساليب العمارة التقليدية التي تعتمد على الشكل الدائري، مما يساعد على توزيع الوزن بشكل متساوٍ، ويزيد من قوة التحمل للمباني. غالبًا ما يتم استخدام الطارمة في تصميم المباني العامة مثل القاعات والمعابد، وكذلك في المنازل التقليدية في بعض الثقافات.
تاريخيًا، كان استخدام الطارمة شائعًا في الحضارات القديمة. على سبيل المثال، يمكن ملاحظة ذلك في العمارة الرومانية، حيث كانت تستخدم لبناء القاعات الكبرى مثل قاعة بانثيون، التي تعتبر من أعظم الأمثلة على الهندسة المعمارية الدائرية. تعتمد هذه القاعة على قبة ضخمة، وفتحات دائرية تسمح بدخول الضوء، مما يضفي جمالًا خاصًا على المساحة الداخلية.
في العمارة الإسلامية، نجد أيضًا الطارمة تتجلى في تصميم المساجد والمآذن. يُستخدم الشكل الدائري لتوفير أجواء من الهدوء والسكينة، بالإضافة إلى توفير مساحة واسعة لاستيعاب عدد كبير من المصلين. يمكننا أن نرى ذلك في المسجد الأموي في دمشق، حيث تأتي القبة على شكل دائرة تُعزز من جمالية المبنى.
تُستخدم الطارمة اليوم في مجالات متعددة، ليس فقط في المعمار التقليدي ولكن أيضًا في العمارة العصرية. يمكن أن نجدها في تصميم المباني التجارية والخدمية. يعزز الشكل الدائري من انسيابية التصميم ويفتح أفق واسع للإبداع في استخدام المواد والأساليب الحديثة.
تعتمد بعض المدن الحديثة على استخدام الطارمة كجزء من التخطيط الحضري، وذلك لخلق فضاءات مفتوحة ومشتركة بين الناس، تعزيزًا للحياة الاجتماعية والثقافية. على سبيل المثال، في الدوائر الحكومية أو الحدائق العامة، تُستخدم الطارمة كمساحات للاجتماعات أو الأنشطة الثقافية.
كونها جزءًا من التراث المعماري العالمي، تشكل الطارمة جسرًا بين الماضي والحاضر، وتجسد قدرة الإنسان على الإبداع في تصميم المساحات التي تساهم في تحسين جودة الحياة.