قراءة لمدة 1 دقيقة ارتيابيّة

بالعربية :
ارتيابيّةالارتيابية هي مصطلح يشير إلى حالة من الشك أو التشكك في المعلومات، الآراء، أو المعرفة بشكل عام. يمكن أن تتواجد هذه الظاهرة في العديد من المجالات، بدءًا من الفلسفة والعلوم الاجتماعية وصولاً إلى السياسة والدين. يعود أصل كلمة "ارتيابية" إلى الكلمة اليونانية "سكبتيسيموس" (Skeptismos) التي تعني "التحقيق"، حيث أن الارتيابيين يميلون إلى استفسار الأمور، وطرح الأسئلة، والبحث عن أدلة قبل اتخاذ أي قرار أو إعلان النوايا.
تاريخيًا، كانت الفلسفة الارتيابية ترتبط بعدد من الشخصيات الفلاسفة الرئيسيين، مثل رينيه ديكارت، الذي قدم مفهوم الشك المنهجي، حيث كان يشك في جميع ما يعرفه حتى يستطع التأكد من شيء. في القرن الـ18، كان هناك أيضًا تأثير كبير للارتيابية عبر الفيلسوف البريطاني دافيد هيوم، الذي طرح تساؤلات حول القدرة على معرفة الأشياء بناءً على التجربة.
يمكن تقسيم الارتيابية إلى أنواع مختلفة. الارتيابية الأخلاقية، على سبيل المثال، تتعامل مع الشك في القيم الأخلاقية والمبادئ. الارتيابية العلمية تتعلق بالسؤال عن صحة الادعاءات العلمية وتجربتها. في عصرنا الحالي، زادت أهمية الارتيابية، خاصة مع انتشار المعلومات المضللة. فقد أصبح الناس أكثر ارتيابًا من الأخبار والمعلومات التي تنشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
تطبيق هذا المفهوم في الحياة اليومية يمكن رؤيته في موقف مناقشة سياسي، حيث قد يكون لدى الأفراد آراء متباينة حول مرشح معين. الناخبون الارتيابيون سيقيمون المواقف المختلفة ويطلبون أدلة موثوقة قبل اتخاذ قرار التصويت. كذلك، في مجال الطب، يجب على المرضى الذين يتعرضون لتحقيق علاجات جديدة أن يتبنوا الروح الارتيابية لضمان معرفة المخاطر والفوائد.
إجمالاً، تشكل الارتيابية جزءاً أساسياً من التفكير النقدي، حيث تشجع الأفراد على عدم قبول المعلومات كما هي، وإنما على تحليلها واستفسارها. لذلك، هي أداة قيمة تمكن الناس من اتخاذ قرارات مدروسة ومستنيرة.