قراءة لمدة 1 دقيقة تضاعُف ذاتيّ
بالعربية :
تضاعُف ذاتيّتضاعُف ذاتيّ هو مصطلح يشير إلى عملية تكاثر أو استنساخ جزيء، حيث يتمكن الجزيء من صنع نسخ منه بنفسه دون الحاجة إلى تدخل خارجي. تُعتبر هذه الظاهرة من الأمور الأساسية في الكيمياء والتاريخ التطوري للحياة، حيث يُعتقد أن الحياة على الأرض بدأت بوجود جزيئات قادرة على التضاغط الذاتي.
على سبيل المثال، يعد الحمض النووي (DNA) أحد أبرز التطبيقات لمفهوم التضاغف الذاتي، حيث يقوم بعملية تضاعف نفسه قبل انقسام الخلية. يعمل الحمض النووي كدليل لتصنيع نسخ متطابقة منه، مما يضمن نقل المعلومات الوراثية إلى الأجيال التالية. تشير الأبحاث إلى أن قدرة الحمض النووي على التضاغف الذاتي تجعله مثالاً رائعًا للجزيئات التي تمتلك خصائص معقدة، مما يُعزز فكرة أن الحياة قد بدأت من جزيئات بسيطة.
في مجال الكيمياء، تُعتبر تفاعلات البوليمرات أيضًا مثالًا على التضاغف الذاتي، حيث تتكون البوليمرات من وحدات مكررة يمكن أن تتفاعل بإنتاج نسخ متعددة منها. يُظهر هذا النوع من التكاثر أن الجزيئات ليست فقط ثابتة، بل يمكن أن تتغير وتتكيف مع محيطها.
تظهر تطبيقات عملية أخرى للتضاعف الذاتي في علوم الحوسبة، حيث تُستخدم الخوارزميات للتعلم الذاتي. مثلاً، تتعلم بعض الأنظمة الذكية من البيئة المحيطة بها وتقوم بتحسين أدائها تلقائيًا، وهو ما يمكن اعتباره شكلاً من أشكال التضاغف الذاتي في المعلومات.
بشكل عام، تعتبر دراسة التضاغف الذاتي من الأمور المهمة لفهم كيفية تطور الحياة الجزيئية والتفاعلات الكيميائية، فضلاً عن تطبيقات العلوم الحديثة في الذكاء الاصطناعي والبيولوجيا. يُظهر هذا المفهوم مدى تعقيد وظيفية الجزيئات، ويعكس كيفية بدء الحياة من عمليات بسيطة للغاية.