قراءة لمدة 1 دقيقة بنيوية (ال…)

بالعربية :
بنيوية (ال…)مصطلح "البنيوية" هو توجه نظري يركز على فهم الظواهر المعقدة من خلال تحليل بنيتها الداخلية- الاجتماعية أو اللغوية أو الثقافية- بدلاً من التركيز فقط على العناصر الفردية. يعود الفضل في تأسيس هذا الاتجاه إلى عدة مفكرين بارزين، منهم كلود ليفي ستراوس في الأنثروبولوجيا، وفرديناند دي سوسير في اللسانيات، وفيليكس غاتاري مع جان فرانسوا ليوتار في الفلسفة وعلم الاجتماع.
البنيوية، في أبسط صورها، تحاول فهم كل نظام، سواء كان لغوياً أو ثقافياً أو اجتماعياً، ككل من خلال تكويناته الداخلية. يركز البنيويون على العلاقات والتعارضات بين العناصر، ويعتبرون أن المعاني والمعرفة تُبنى بناءً على هذه العلاقات. من خلال هذه الطريقة، يمكن فهم كيف يُنتج المعنى وكيف تُبنى الهويات الثقافية.
في اللسانيات، مثلاً، اعتبر فرديناند دي سوسير أن اللغة ليست مجرد مجموعة من الكلمات، وإنما نظام معقد من العلامات التي تعتمد على العلاقات بينها. وبالتالي فإن الجملة تحمل معناها من خلال ترتيب كلماتها وعلاقاتها. كمثال على ذلك، الفرق بين الجملة "الكلب نبح" و "نبح الكلب" هو في التركيب، على الرغم من أن الكلمات نفسها موجودة في كلا الجملتين.
وفي الأنثروبولوجيا، طرح كلود ليفي ستراوس فكرة أن الثقافات تعمل كأنظمة مغلقة، حيث تتحرك العناصر الثقافية (مثل الأساطير والطقوس) ضمن سجلات معينة. من خلال دراسة هذه الأنظمة، يمكن للباحثين فهم كيف تُبنى الهويات الثقافية وكيف تتفاعل الأفراد داخل ثقافاتهم.
في العلوم الاجتماعية، يتمّ استخدام البنيوية لتحليل الظواهر المعقدة في المجتمع مثل الدين والسياسة والاقتصاد. يُعتبر نموذج البنيوية الأداة المناسبة لفهم كيف تؤثر الأنظمة على سلوك الأفراد وكيف تُنتج هذه السلوكيات معاني اجتماعية.
بالإضافة إلى ذلك، أدى الاتجاه البنيوي إلى ظهور عدة تيارات فكرية أخرى، مثل ما بعد البنيوية، التي تشكك في افتراضات البنيوية الأساسية وتؤكد على أهمية السياق والتجربة الفردية في تشكيل المعنى.
تمثل البنيوية رؤية غالباً ما يُعتبر أنها أسست قاعدة للتفكير القادم في العلوم الإنسانية، ويظل تأثيرها موجداً في العديد من المجالات اليوم.