قراءة لمدة 1 دقيقة بقعية (ال..)

بالعربية :
بقعية (ال..)تعتبر البقعية، أو كما تُعرف باللغة الإنجليزية بـ تاتشزم (tachism)، أحد الاتجاهات البارزة في الفن التجريدي، والتي تتميز بالاعتماد على استخدام المساحات اللونية الكبيرة المبقعة. يعود أصل هذا الاتجاه إلى أوائل الستينيات، حيث بدأ العديد من الفنانين بالتعبير عن أفكارهم ومشاعرهم بشكل غير تقليدي، مع التركيز على الألوان والتكوينات بدلاً من الأشكال الدقيقة.
يستند مفهوم التاتشزم إلى فكرة أن الفن يجب أن يعبر عن التجربة الذاتية للفنان، بدلاً من أن يكون مجرد تمثيل للواقع. من هنا، يسعى هذا الاتجاه إلى تحقيق الانطباع من خلال تفاعلات الألوان والأشكال العفوية. يتمثل أحد أبرز سمات هذا النوع من الفن في المساحات اللونية الكبيرة، التي تُستخدم لتقديم شعور بالحرية والتلقائية وحيوية الحياة.
أحد أبرز الفنانين الذين ساهموا في تشكيل هذا الاتجاه هو الفرنسي ماثيُو، الذي اتسمت أعماله بالتعبير القوي عن المشاعر من خلال الألوان الزاهية. كما يُعتبر الفنان الآخر سولاج من أبرز الأسماء في هذا المجال، والذي أبدع في تطبيق مفهوم البقعية بأسلوبه الفريد. يستخدم هذان الفنانان تقنيات مختلفة مثل الفرشاة الكبيرة وتقطيع الألوان بشكل عفوي لتوليد تأثيرات بصرية تلهم المتلقي.
تعتبر المدرسة التجريدية جزءًا من حركة فنية أكبر، تتضمن أيضًا تجارب للفنانين في مجالات أخرى مثل الفنون البصرية، التصميم، والنحت. وقد ساهم انتشار تقنيات مثل الكولاج والفوتومونتاج في تعزيز استخدام فن البقعية كوسيلة للتعبير عن الذاتية والتجرد. وعلى الرغم من أن هذا الاتجاه قد بدأ في الستينيات، إلا أنه لا يزال يؤثر على الكثير من الفنانين المعاصرين الذين يسعون إلى تجاوز الحدود التقليدية للفن.
في ختام المقال، يمكن القول إن فن البقعية يمثل نقطة التقاء بين الفن والعاطفة، حيث يعبر الفنان عن أحاسيسه وتجربته بطريقة فريدة تخلو من القيود التقليدية. لذا يبقى فن البقعية أحد الاتجاهات الفريدة التي تدعو المشاهدين إلى استكشاف عوالم جديدة من الإبداع.