قراءة لمدة 1 دقيقة هَضْم حَراريّ

بالعربية :
هَضْم حَراريّيُعتبر الهضم الحراري (الهضم الحمائي) عملية تعتمد على استخدام درجات حرارة مرتفعة تتراوح عادة بين 45° إلى 60°C، بهدف معالجة المواد العضوية مثل الحمأة والفضلات الغذائية وتحويلها إلى منتجات قابلة للاستخدام أو تخفيض حمولتها الضارة. يُمثل الهضم الحراري طريقة فعالة لإزالة الميكروبات والمواد الملوثة من المواد العضوية، مما يُسهل إعادة استخدامها أو التخلص منها بشكل آمن.
تعد عمليات الهضم الحراري مركزية في إدارة النفايات، وخاصة النفايات الزراعية والصناعية. يتمثل الاستفادة الرئيسية منها في تقليل حجم النفايات والتحكم في الانبعاثات الغازية الناتجة عن تحلل النفايات. تحت تأثير الحرارة، تعمل الكائنات الحية الدقيقة، التي تُعرف بالميكروبات الحرارية، على تخليص النفايات من المركبات العضوية الغير مرغوب فيها، مما يؤدي إلى تقليل الروائح والكائنات المسببة للأمراض.
يتم تطبيق الهضم الحراري في منشآت معالجة مياه الصرف الصحي، حيث يُعالج الحمأة الناتجة عن عمليات الترشيح. بعد إدخال الحمأة في وحدات الهضم، تُعزز الحرارة من نشاط البكتيريا التي تقوم بتحليل المواد العضوية، مما يُحفز تكوين غاز الميثان ويمكن استخدام هذا الغاز كمصدر للطاقة.
إحدى الاستخدامات الفعالة للهضم الحراري هي إنتاج البيوغاز. يُعتبر البيوغاز مصدرًا متجددًا للطاقة، ويمكن استخدامه في إنتاج الكهرباء أو كوقود للسيارات. يُشير التصحيح الحراري إلى أن العمليات يمكن أن تكون قادرة على تقليل انبعاثات غازات الدفيئة، وهو أمر حيوي لمواجهة تغيّر المناخ.
من الجدير بالذكر أن الهضم الحراري يتطلب مراقبة دقيقة لظروف التشغيل، مثل درجة الحرارة ومستويات الرطوبة، لضمان أداء فعال. تُعد هذه العملية متعددة الخطوات وتتطلب تخطيطًا جيدًا لضمان تحقيق الأهداف البيئية والاقتصادية.