قراءة لمدة 1 دقيقة تعدد أشكال العابر

بالعربية :
تعدد أشكال العابرتُعرّف ظاهرة "تعدد أشكال العابر" أو "Transient Polymorphism" في علم الوراثة على أنها تواجد مجموعة متنوعة من الأليلات أو الأشكال الجينية لصفة معينة ضمن مجموعة سكانية معينة خلال فترة زمنية محددة. هذه الظاهرة تحدث عندما تكون الأليلات الراقية أو المتفوقة في عملية الانتقاء الطبيعي، وتستبدل الأليلات القديمة بأخرى جديدة. يعتبر هذا التغير جزيئياً ويعكس تعاقباً ديناميكياً في الأشكال الجينية داخل المجموعة السكانية.
تعدد أشكال العابر هو مفهوم مهم في الدراسات السكانية وعلم الوراثة، حيث يساعد العلماء على فهم كيف تتكيف الأنواع مع تغييرات البيئة وكيف يمكن أن تتغير الخصائص الوراثية عبر الأزمان. على سبيل المثال، في مجموعة من الكائنات الحية، قد نجد أن بعض الأليلات تكسب ميزة تنافسية في ظروف محددة مثل التغيرات المناخية أو الامتداد الإقليمي للكائنات. بينما تميل الأليلات الأقدم إلى الانقراض أو التقليل من تواجدها.
إحدى الأمثلة المعروفة على هذا المفهوم هو ما يحدث في نوع من الفراشات التي تُظهر تغيراً في الألوان أو الأنماط على أجنحتها خلال فصول مختلفة من السنة، وذلك استجابة لتغيرات المناخ وظهور مفترسات جديدة. في هذا السياق، يمكن أن يتواجد تعدد أشكال العابر في الفراشات حيث عُثر على مجموعة مختلفة من الألوان والنقوش في فصول الصيف مقارنة بفصول الشتاء.
في مجال الأبحاث الطبية، يمكن أن تسهم دراسة تعدد أشكال العابر في فهم انتشار الأمراض الوراثية. على سبيل المثال، يمكن أن يظهر تباين في الجينات المعنية بمرض معين بين مجموعات سكانية مختلفة، مما يساعد في تحديد العوامل المسببة للمرض واستراتيجيات الوقاية والعلاج.
على الرغم من أن تعدد أشكال العابر يُعتبر ظاهرة مؤقتة، إلا أنه يمثل جانباً هاماً من التنوع البيولوجي والعمليات التطورية. من المهم بالنسبة للباحثين دراسة هذه الظاهرة لزيادة المعرفة حول كيفية تطور الأنواع وكيف يمكن أن تؤثر العوامل البيئية على الجينات.