قراءة لمدة 1 دقيقة تَحَوُّل موضعيّ

بالعربية :
تَحَوُّل موضعيّتَعَرفُ عملية التَحَوُّل الموضعي بأنها حركة تتعلق بالمورثات (الجينات) التي تنتقل من موضع إلى آخر على نفس الصبغي (الكروموسوم). هذه الظاهرة تلعب دوراً مهماً في التنظيم الجيني والكفاءة الخلوية، وتؤثر بشكل كبير على التنوع الوراثي والتكيف في الكائنات الحية.
تَتضمن عملية التحول الموضعي نوعين رئيسيين من العناصر الجينية، وهما العناصر المتنقلة (transposable elements) أو ما يُعرف بـ (transposons)، وهي أجزاء من الحمض النووي يستطيعُ أن يتحرك إلى مواقع مختلفة داخل الجينوم، ويمكن تصنيفها إلى نوعين رئيسيين: العناصر المتنقلة ذات النسخ (retrotransposons) والعناصر المتنقلة غير ذات النسخ (DNA transposons).
في العناصر المتنقلة ذات النسخ، يتم نسخ الحمض النووي إلى RNA ثم يُعود إلى الحمض النووي (DNA) في موضع جديد، بينما العناصر غير ذات النسخ تقوم ببساطة بالتنقل إلى موقع آخر دون التحقق من نسخها.
تعتبر التحولات الموضعية مهمة بعدة طرق: فهي تساهم في التطور عن طريق إنشاء تعديلات جينية قد تُفيد الكائن الحي في التكيف مع بيئته، كما يمكن أن تكون سببًا في الأمراض، مثل السرطان، حيث يؤدي نقل الجينات إلى اضطرابات في التعبير الجيني.
أحد الأمثلة الشهيرة على هذه الظاهرة هو جين "Ac/Ds" في نبات الذرة، الذي يُعتبر نموذجًا للدراسة في علوم الوراثة، حيث يمكن للعناصر المتنقلة أن تؤثر في الصفات النباتية، مما يفتح الأبواب لفهم أسس التكيف والوراثة.
تظهر التحولات الموضعية أيضا في الكائنات الحية أحادية الخلية، مثل البكتيريا، حيث يمكن أن يعزز ذلك فرص النجاة عن طريق تعديل الصفات الجينية بشكل سريع استجابة للضغوط البيئية. لذلك، يُعتبر التحول الموضعي موضوعًا ذا أهمية كبيرة للبحث العلمي في البيولوجيا الجزيئية وعلوم الوراثة.