قراءة لمدة 1 دقيقة غور فوق سحيق

بالعربية :
غور فوق سحيقتُشير عبارة "غور فوق سحيق" إلى أعماق محيطية تقع تحت مستوى عمق معين والذي يُعتبر عميقًا للغاية. تُستخدم هذه العبارة بشكل خاص في سياق علم المحيطات والاستكشافات البحرية لتحديد المستويات العميقة التي تتجاوز الحدود التقليدية المعروفة، حيث تتجاوز هذه الأعماق 6000 متر تحت سطح البحر.
في أكثر الحالات، تُفهم "الغور فوق السحيق" كمرادف للمصطلح الدولي "ultra-abyssal depth" والذي يُستخدم في الأبحاث والدراسات البيئية لتحديد أعماق المحيط التي تتميز بالنقص الكبير في الضوء ودرجات الحرارة المنخفضة وارتفاع الضغط. هذه الظروف البيئية القاسية تجعل الحياة البحرية هنا فريدة من نوعها ويدفع العلماء إلى دراسة كيفية تكيّف الكائنات البحرية مع هذه الظروف.
تتضمن الكائنات الحية التي تُوجد في الغور فوق السحيق مجموعة مثيرة من الأنواع، مثل الأسماك العميقة، والرخويات، والحيوانات القشرية. هذه الأنواع غالبًا ما تتمتع بخصائص فسيولوجية مميزة مثل الألوان الفاتحة (لزيادة الرؤية في الغموض)، وتمتلك آليات للبقاء على قيد الحياة في ظروف الضغط العالي.
على سبيل المثال، تم اكتشاف نوع من السمك يسمى "السمكة الشفافة" (Barreleye fish) والذي يعيش في أعماق تصل إلى 800 متر تحت سطح البحر. هذا النوع لديه رأس شفاف يتيح له رؤية الأعلى بينما يبقى مخفيًا عن مفترساته. كما أيضا تم دراسة "الأخطبوط العملاق" الذي يُعتبر من الكائنات الأكثر إدهاشًا في الغور فوق السحيق وله قدرة على التكيف في هذه البيئات المعقدة.
تُعتبر الأبحاث حول الغور فوق السحيق ذات أهمية كبيرة، ليس فقط لفهم الحياة البحرية، ولكن أيضًا لفهم التغيرات المناخية وأثرها على المحيطات. يُساعد هذا النوع من الأبحاث في تقدير تأثير الاحتباس الحراري، وتحديد أنماط الهجرة للكائنات البحرية، وكيف يمكن أن تتأثر النظم البيئية بحلول العام 2050 وما بعده. وبالتالي يُعتبر الغور فوق السحيق منطقة غنية بالمعلومات بحاجة إلى المزيد من الاستكشافات العلمية.