قراءة لمدة 1 دقيقة لا شُعـور (ال...)

بالعربية :
لا شُعـور (ال...)لا شُعـور هو مصطلح نفسي يشير إلى الجانب من النفس الذي لا يكون تحت السيطرة الواعية أو الشعورية. يُعتبر هذا المصطلح أحد الاكتشافات المحورية للطبيب النفساني سيغموند فرويد، الذي قدّم نظرياته حول اللاشعور في بداية القرن العشرين. يُغطي هذا المفهوم جميع السيرورات والأنشطة النفسية التي تحدث دون تدخل أو إدراك شعوري.
يتضمن لاشعور مجموعة من الأفكار، الرغبات، والمشاعر التي تُؤثر على سلوك الفرد، حتى لو لم يكن مدركًا لها. بحسب فرويد، يعتبر اللاشعور مخزنًا للأفكار غير المقبولة والتجارب المؤلمة التي تم قمعها بواسطة وعينا. هذه الأنشطة قد تظهر في أحلامنا، الهفوات اللفظية، والسلوكيات غير العادية.
على سبيل المثال، يمكن أن يُظهر شخص ما سلوكاً عدوانياً دون أن يكون لديه وعي بمشاعر الغضب الكامنة داخله. وقد يُفسر فرويد هذا السلوك من خلال مفهوم الدفاع النفسي حيث يتم قمع الغضب في اللاشعور ويظهر بشكل غير مباشر. كما أن بعض العلاجات النفسية، كالتحليل النفسي، تُركّز على استكشاف اللاشعور من أجل معالجة المشكلات النفسية.
تجدر الإشارة إلى أن اللاشعور لا يُحصر فقط في الجوانب السلبية. بل قد يحتوي أيضًا على طاقات إبداعية ورغبات إيجابية يمكن أن تُظهر من خلال العمل الفني، الموسيقى، أو حتى في رؤى وتصورات الشخص. وقد يشير هذا إلى أهمية فهم اللاشعور في مختلف مجالات الحياة البشرية.
من ناحية أخرى، يمارس الباحثون اليوم العديد من الدراسات حول مفهوم اللاشعور وكيفية تأثيره على سلوكياتنا وقراراتنا اليومية. فجوانب اللاشعور تُعتبر مهمة في فهم السياقات الاجتماعية والثقافية التي يُعاني فيها الأفراد من مشكلات نفسية.
في النهاية، يعد مفهوم اللاشعور مركزيًا لفهم العقل البشري، وهو يفتح العديد من الأبعاد والنواحي التي يمكن من خلالها فحص النفس الإنسانية ورغباتها العميقة.