قراءة لمدة 1 دقيقة لاَ مُفَكَّر فيـه

بالعربية :

مصطلح "لاَ مُفَكَّر فيـه" يستخدم في مجال النقد الأدبي وفي بعض المناقشات النفسية والفلسفية للإشارة إلى الأفكار والمفاهيم التي لا يتم تناولها أو التفكير فيها بشكل مباشر من قبل الكاتب أو المبدع. بمعنى آخر، يتناول هذا المصطلح تلك الأبعاد أو المعاني التي تبقى ضمن اللاوعي ولا يتم استكشافها أو التعبير عنها في النص، حتى وإن كان لها تأثير كبير على العمل الفني أو الأدبي.

يعكس هذا المصطلح فكرة مهمة وهي أن هناك دائمًا أمور، مشاعر، وتجارب تمثل جزءًا من سياق الكاتب أو المبدع ولكنها لا تُعبر عن نفسها بوضوح. يمكن أن تتواجد هذه الأفكار غير المفكَّر فيها بسبب عدة عوامل، مثل التقاليد الثقافية، التابوهات الاجتماعية، أو حتى التجارب الشخصية التي لا يسمح المجتمع بالتحدث عنها بوضوح.

على سبيل المثال، في الأدب العربي، يمكن أن نجد روايات تتناول موضوعات حساسة مثل الهوية الجنسية، أو الجنس، أو العنف، ولكن الآثار العميقة لهذه الموضوعات قد لا تكون واضحة في النصوص، لأنها تُعتبر "لا مُفَكَّر فيه"، وبالتالي تُترك للقارئ لاستكشافها وتفسيرها. وهذا يعكس الصراع بين ما يُراد قوله وما يُسمح بقولَه.

إذا نظرنا إلى الأبعاد النفسية في الاستخدامات المعاصرة، يمكننا أيضًا ربط هذا المصطلح بمفاهيم مثل "الإسقاط" و"التحويل" التي تشير إلى كيف أن المبدع قد لا يكون متمكنًا من الولوج إلى مشاعره أو أفكاره المركبة بشكل كامل، مما يؤدي إلى ظهور نصوص تحتوي على رسائل ضمنية تعكس بالضرورة الصراعات الداخلية والمخاوف.

أيضًا، في الفلسفة، يغوص بعض الفلاسفة في مفهوم "اللاوعي" ويشيرون إلى كيف أن العوامل غير المفكَّر فيها قد تُشكل تصوراتنا ومعارفنا. وهذا ما يستدعي التفكير النقدي والتحليلي لفهم كيفية تأثير تلك العوامل غير الظاهرة على الفكر الإبداعي والصناعة الفنية.

باختصار، يمكن وضع "لاَ مُفَكَّر فيـه" كشعار لاستكشاف ما قد يكون حاضرًا في النصوص من مكونات خفية، والتي تحتاج إلى تأمل وفحص لننقلب على عمق التواصل الذي يقدمه العمل الأدبي أو الفني. من خلال التعرف على هذه الأبعاد، يمكن أن نحقق فهمًا أكثر دقة وشمولية للأثر الذي يتركه العمل في النفس الإنسانية.

بالإنجليزية :

بالفرنسية :

بالصينية :

بالإسبانية :

بالروسية :