قراءة لمدة 1 دقيقة تَفْرِيق لَوْنِيّ عَمُودِيّ

بالعربية :
تَفْرِيق لَوْنِيّ عَمُودِيّتُعتبر تقنية "التفريق اللوني العمودي" واحدة من أهم التقنيات المستخدمة في مجالات الكيمياء الحيوية والوراثة وعلم الأحياء الجزيئي. يتمثل الهدف الأساسي لهذه التقنية في فصل الجزيئات البيولوجية، مثل البروتينات أو الحمض النووي، وفقًا لحجمها أو شحنتها. تتم هذه العملية بطريقة أساسية باستخدام منصة عمودية تحتوي على هلام هيدروجيل، حيث يتأثر جزيء العينة بتدفق كهربائي يُرتب الجزيئات بحيث تتحرك بسرعات مختلفة.
تعود نشأة تقنية التفريق اللوني العمودي إلى الأبحاث السعي لفهم التباين في بنية البروتينات والحمض النووي. يجري تحت ظروف محددة من الجهد الكهربائي، مما يسمح بجزيئات بأحجام مختلفة أن تسير عبر الهلام بتفاوت. تحظى هذه التقنية بانتشار واسع في مجالات البحث والتشخيص، حيث تُستخدم لتحديد الأنماط الجينية وعزل البروتينات لفحصها في التطبيقات السريرية.
تتم عملية التفريق عادةً باتباع عدة خطوات. أولاً، يتم تحضير العينة، والتي قد تشمل البروتينات أو الأحماض النووية، ومن ثم تُضاف إلى بئر محدد في الهلام. بعد ذلك، يُطبق جهد كهربائي على الجهاز، مما يُساعد على تحريك الجزيئات في اتجاه واحد. بعض الجزيئات، التي تكون صغيرة أو ذات شحنة معينة، تسرع أكثر وتنتقل لمسافات أبعد، في حين تبقى الجزيئات الأكبر أو الأقل شحنة في مناطق قريبة من البداية.
من أمثلة الاستخدام العملي لتقنية التفريق اللوني العمودي هي تحليل البروتينات بواسطة "التحليل الكهربي للهلام" أو ما يعرف ب"الـ SDS-PAGE". تستخدم هذه الطريقة لفصل البروتينات وصنع شتى أنواع الميزات الوصفية عن كلٍ منها، مثل الوزن الجزيئي والتنوع التركبي. كما أنه يُستخدم أيضًا في أبحاث تحديد شفرات الجينات العائدة لأفراد من أنواع حيوية مختلفة، مما يُساعد في دراسات التطور الوراثي.
تُعتبر نتائج التفريق اللوني العمودي مفيدة للغاية في مجالات البيولوجيا الجزيئية وعلم الوراثة، حيث تلعب دورًا أساسيًا في فهم كيفية تفكيك الجزيئات المعقدة وتحديد الوظائف البيولوجية المتعلقة بها. استناداً إلى النتائج التي تُستخرج من هذه التقنية، فإنه يمكن للعلماء تطوير علاجات أو استراتيجيات جديدة في مجالات متعددة، بما فيها الطب، والزراعة، والبيئة وغيرها.