قراءة لمدة 1 دقيقة شعر بصريّ

بالعربية :
شعر بصريّشعر بصري هو شكل من أشكال التعبير الأدبي يجمع بين الشعر والفنون البصرية، حيث يتجاوز النص المكتوب ليشمل العناصر المرئية التي تعزز المعنى وتحيط بالمحتوى الشعري. إنه وسيلة يتم استخدامها لتوليد تأثيرات جمالية عميقة وشاملة، حيث تساهم التكوينات البصرية في استثارة الإحساس بالمعنى والشعور لدى المتلقي.
في الشعر البصري، لا تكون الكلمات وحدها هي التي تحمل المعنى، بل إن تنسيق الكلمات وتوزيعها على الصفحة، وألوان النصوص، والأشكال التي تُركب بها هذه الكلمات، تصبح جميعها جزءًا من التعبير الشعري. ومع الإيقاعي الصوتي والموسيقى المصاحبة، يمكن لهذا النوع من الشعر أن يخلق تجربة متعددة الحواس تنقل المشاعر والإحساس بعمق أكبر من الشعر التقليدي.
تعتبر الأعمال الشاعرية للفنانين مثل إدواردو جيليرز وإيتالو كالفينو وأدريانو سلفادور من أبرز الأمثلة على الشعر البصري، حيث استخدموا أشكالاً جديدة وتوزيعات مبتكرة لكلماتهم، مما جعل أعمالهم تتميز بعمق بصري وتفاعلي. هذه الأعمال غالبًا ما تعكس مواضيع التجريد، وتعبر عن حالات من الوجدانية، قادرة على نقل خبرات معقدة للجمهور.
توجد أيضًا مجالات تطبيق لهذا الشكل من الشعر في التصوير الفوتوغرافي والتصميم الجرافيكي، مُما يُعزز قدرة الفنانين على خلق تواصل بصري قوي يحقق الرابط بين الكلمات والصور. فمثلًا، يُمكن للمصورين التلاعب بالضوء والظل لإنتاج صور تُكمل النصوص الشعرية، أو استخدامها كخلفيات تشير إلى حالة معينة تُعبر عنها الكلمات.
في الأدب الرقمي، يشهد الشعر البصري إحياءً ملحوظًا، حيث يُتاح للكتاب استخدام تقنيات تفاعلية تُمكّن القارئ من المشاركة في تجربة القراءة. باستخدام التطبيقات والمحتوى التفاعلي على الإنترنت، يُمكن للقراء التفاعل مع الكلمات بصريًا من خلال الحركات والأنماط. يعد هذا مثالا واضحا على كيف ساهمت التقنيات الحديثة في توسيع حدود الشعر البصري ودعمه كتجربة فريدة.