قراءة لمدة 1 دقيقة مفاعل مهدّأ بالماء (ن)

بالعربية :
مفاعل مهدّأ بالماء (ن)مفاعل مهدّأ بالماء هو نوع من أنواع المفاعلات النووية التي تستخدم الماء كمهدئ لإبطاء النيوترونات الناتجة عن الانشطار النووي. يتم استخدام هذا النوع من المفاعلات بشكل واسع في توليد الطاقة النووية، حيث يعمل على زيادة فعالية التفاعلات النووية عن طريق زيادة احتمالية تفاعل النيوترونات مع الذرات القابلة للانشطار.
عندما يحدث الانشطار في قلب المفاعل، تقوم النيوترونات الحرة بمهاجمة نوى الذرات القابلة للانشطار، مثل اليورانيوم-235 أو البلوتونيوم-239. ومع السرعة العالية للنيوترونات الناتجة، تكون فرصة تفاعلها مع نوى هذه العناصر ضعيفة. لذا، يتم استخدام الماء كمهدئ؛ إذ يقوم الماء بامتصاص الطاقة من النيوترونات، مما يبطئها ويزيد من فرصة تفاعلها مع النوى.
تتميز المفاعلات المهدّأة بالماء أيضًا بتصميمها البسيط وكفاءتها العالية. فعلى سبيل المثال، يعتبر مفاعل الماء المضغوط (PWR) ومفاعل الماء المغلي (BWR) من أشهر أنواع المفاعلات المهدّأة بالماء. يستخدم مفاعل الماء المضغوط ضغوطًا عالية لتجنب الغليان، بينما يسمح مفاعل الماء المغلي بتجويف الماء ليغلي داخل المفاعل.
تظهر فائدة المفاعلات المهدّأة بالماء في قدرتها على إنتاج الطاقة بكفاءة عالية وبتكاليف تشغيلية أقل. وتستخدم هذه المفاعلات على نطاق واسع في محطات الطاقة النووية حول العالم، مثل محطة الطاقة النووية في بوشهر بإيران ومحطة كاشيوازاكي-كاريوا في اليابان. كما أنها تعتبر خيارًا مثاليًا للكثير من الدول التي تسعى إلى تقليل انبعاثات الكربون وتحقيق أمن الطاقة.
على الرغم من الفوائد، إلا أن هناك تحديات تتعلق بالأمان والنفايات النووية التي يجب التعامل معها بعناية. فالحوادث النووية، مثل حادث تشيرنوبيل وفوكوشيما، قد أثارت مخاوف من استخدام الطاقة النووية وأدت إلى تحسينات في معايير الأمن والتكنولوجيا في المفاعلات النووية.
في الختام، مفاعل مهدّأ بالماء هو من المفاعلات الأساسية في توليد الطاقة النووية ويشكل جزءًا مهما من البنية التحتية للطاقة في العديد من البلدان. يشهد هذا النوع من المفاعلات تطوراً مستمراً في مجالات الأمان والتصميم والتكنولوجيا.