قراءة لمدة 1 دقيقة قزم أبيض

بالعربية :
قزم أبيضالقزم الأبيض هو نوع من النجوم التي تتكون من نوى متبقية لنجم قديم بعد انتهاء دورة حياته. تحدث هذه الظاهرة عندما تنفد الوقود النووي في القلب، ويبدأ النجم في التقلص بفعل جاذبيته، ليصبح صغيرًا جدًا وكثيفًا للغاية. يمكن القول أن القزم الأبيض هو المرحلة النهائية للحياة بالنسبة لبعض النجوم التي تقدر كتلتها بأقل من 8 أمثال كتلة الشمس.
تتشكل الأقزام البيضاء بعد أن يستهلك النجم جميع الهيدروجين الموجود في نواته. في بداية حياته، يندمج الهيدروجين لتكوين الهيليوم، وعندما يتراكم الهيليوم في القلب، يبدأ النجم في التمدد ويصبح عملاقًا أحمر. ثم، عندما ينفد الهيليوم أيضًا، يحدث انهيار للجاذبية وتصبح الكتلة مدمجة للغاية، مما يؤدي إلى تكون القزم الأبيض.
تتميز الأقزام البيضاء بأنها تجسيد لحالة متقدمة من الحروف الكثيفة، حيث يمكن أن تصل كثافتها إلى أكثر من مليون مرة من كثافة الأرض. على الرغم من صغر حجمها، إلا أنها تحتفظ بدرجة حرارة عالية جدًا، تُعتبر ناتجة عن الطاقة المتبقية من عملية الانهيار. مع مرور الزمن، ستفقد القزم الأبيض معظم طاقتها، لتتحول تدريجياً إلى قزم أسود، والذي هو نجم غير نشط ولا يصدر الضوء.
مزيج العناصر الموجودة في القزم الأبيض يعتمد على تكوين النجم الأصلي. عادةً ما تتكون من الهيليوم والكربون والأكسجين، وقد تحتوي بعض الأقزام البيضاء على معادن أثقل مثل الحديد. يتم تصنيف الأقزام البيضاء إلى فئات متعددة بناءً على التركيب الكيميائي والخصائص الضوئية.
من أشهر الأمثلة على الأقزام البيضاء هو "سيريوس B"، الذي يعتبر جزءًا من نظام سيريوس، وهو أحد أكثر النجوم سطوعًا في السماء. في السنوات الأخيرة، أسفرت الأبحاث الفلكية عن اكتشاف عدد كبير من الأقزام البيضاء، مما يساعد علماء الفلك على فهم أفضل لنشأة ومصير النجوم.
تزيد دراسة الأقزام البيضاء من معرفتنا حول التفاعلات النووية في النجوم والعمليات التي تؤدي إلى الموت النجمي، مما يُعزز الفهم العام لدورة حياة النجوم وتأثيرها على تكوين العناصر في الكون.