قراءة لمدة 1 دقيقة رأسمالية جامحة، رأسمالية متطرفة

بالعربية :
رأسمالية جامحة، رأسمالية متطرفةرأسمالية جامحة، أو ما يطلق عليها أحيانًا "رأسمالية متطرفة"، هي مصطلح يُستخدم لوصف نوع من الأنظمة الاقتصادية التي تسعى لتحقيق الربح على حساب القيم الاجتماعية والبيئية. يتمثل هذا النوع من الرأسمالية في التوجه نحو تحقيق مكاسب مالية بأقل تكلفة ممكنة، مما يمكن أن يؤدي إلى استغلال الموارد، وتدهور البيئة، وغياب القوانين المنظمة.
تعود جذور فكرة "الرأسمالية الجامحة" إلى بدايات الرأسمالية الحديثة، حيث برزت أنظمة اقتصادية تحث على حرية السوق دون ضوابط تنظيمية صارمة. تعتبر هذه الرأسمالية نموذجًا يضع الربح كأولوية قصوى، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى ممارسات غير أخلاقية مثل التلاعب بالأسعار، وتهميش حقوق العمال، وسعي الشركات إلى تقليل النفقات حتى لو كان ذلك على حساب جودة المنتج أو الخدمة.
من الأمثلة التاريخية على "الرأسمالية الجامحة" هو المرحلة التي مرت بها الولايات المتحدة الأمريكية في القرن التاسع عشر، حيث كان هناك تزايد في الشركات الكبرى التي استغلت الموارد الطبيعية دون مراعاة للتأثيرات البيئية أو الظروف المعيشية للعمال. وقد شهدت تلك الفترة العديد من الحوادث الصناعية الخطيرة، مثل حادثة مثلث غرينتش عام 1911، حيث اندلعت النيران في مصنع ونجم عنها وفاة أكثر من 140 عاملة.
إضافةً إلى ذلك، فإن "الرأسمالية الجامحة" قد تساهم في تفاقم الفجوات الاجتماعية، حيث تتراكم الثروات في يد فئة قليلة من الأفراد بينما يعاني العامة من الفقر والمشكلات الاقتصادية. في الدول النامية، يمكن أن تؤدي هذه الرأسمالية إلى استغلال العمالة الرخيصة، مما يؤدي إلى ظروف عمل قاسية وفقدان الحقوق الأساسية للعمال.
في السنوات الأخيرة، بدأ الكثيرون في مناقشة ضرورة التوجه نحو نماذج اقتصادية أكثر استدامة، مثل "الرأسمالية المنتجة" التي تهدف إلى تحقيق التوازن بين الربح والقيم الاجتماعية والبيئية. كما يُعتبر مفهوم المسؤولية الاجتماعية للشركات خطوة نحو الحد من أثار "الرأسمالية الجامحة"، حيث يُتوقع من الشركات أن تلعب دورًا إيجابيًا في المجتمعات التي تعمل فيها.