قراءة لمدة 1 دقيقة صِحافة صفراء
بالعربية :
صِحافة صفراءتُعرَف "الصِحافة الصفراء" (أو "الصحافة الشعبية") بأنها نوع من أنواع الإعلام الذي يركز على الإثارة والمشاعر بدلاً من تقديم معلومات دقيقة وموضوعية. ظهرت هذه الظاهرة في أواخر القرن التاسع عشر في الولايات المتحدة، حيث كانت جزءاً من الصراعات بين الصحف التجارية الكبرى، خصوصًا في مدينة نيويورك، مثل صحيفة "نيويورك وورلد" التي أسسها جوزيف بوليتزر وصحيفة "نيويورك مورنينغ" التي كان يمتلكها ويليام راندولف هيرست.
غالبًا ما تعتمد الصحافة الصفراء على العناوين الجذابة، والصور الاستفزازية، والقصص العاطفية، بما فيها الفضائح والمشاكل الاجتماعية. وقد تم استخدام هذا النوع من الصحافة لاستقطاب القراء وزيادة مبيعات الجرائد، بغض النظر عن صحة المعلومات المطروحة. إحدى الأمثلة البارزة على هذا النوع من الصحافة هي التغطية المبالغ فيها لأحداث معينة مثل الحرب الإسبانية الأمريكية في عام 1898، حيث ساهمت التقارير المبالغة في صب الزيت على نار النزاع ودفع الرأي العام لدعم الحرب.
تشمل أبرز سمات الصحافة الصفراء استخدام لغة مثيرة، وغياب التحقيق الجاد، بالإضافة إلى التركيز على الشخصيات العامة والمشاعر بدلًا من الحقائق التاريخية والموضوعية. وقد انتقد العديد من الصحفيين والمفكرين هذا النوع من الصحافة باعتباره يهدد الديمقراطية ويؤدي إلى تضليل الجمهور.
في العصر الحديث، لا تزال الصحافة الصفراء متواجدة، ولكنها انتقلت إلى المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي، مع تضاعفها من حيث حجم المعلومات المتاحة وسرعة انتشارها. ونتيجة لذلك، أصبح من السهل أكثر من أي وقت مضى تداول الشائعات والأخبار الكاذبة، مما يتطلب وعيًا جمهورياً أكبر حول كيفية اكتساب المعلومات والتعامل معها.
باختصار، تمثل الصحافة الصفراء ظاهرة اجتماعية وإعلامية ذات تأثير كبير، ولكن يجب التمييز بينها وبين الصحافة المهنية التي تركز على تقديم الوقائع بطريقة موضوعية، مع العمل على توعية القراء حول كيفية التعرف على المعلومات غير الدقيقة.