قراءة لمدة 1 دقيقة زقورة

بالعربية :
زقورةالزقورة هي بناء معماري ديني يعود إلى حضارات بلاد ما بين النهرين، خاصة السومرية والأكادية والبابلية. تتميز الزقورة بتصميمها الهرمي المتدرج، إذ تتكون عادةً من عدة طبقات مستقيمة، يتخذ كل منها شكل منصة مرتفعة. كان يُعتقد أن الزقورات تُسهم في تقريب الإنسان من الآلهة، حيث تمثل مراكز العبادة والتبتل.
تظهر الزقورات بشكل بارز في جميع مدن بلاد ما بين النهرين، وتحديداً في العراق الحديث. أشهر الزقورات تأتي من مدينة أور السومرية ومدينة بابل. زقورة أور، على سبيل المثال، تُعتبر من بين أفضل الزقورات المحفوظة، حيث يعود تاريخها إلى حوالي 2100 قبل الميلاد. كانت تُستخدم كمعبد وكنقطة مركزية للعبادة. تمتاز بقاعدة شديدة الاتساع تهبط إلى عدة مستويات أصغر، تعكس التدرج الذي يُظهر عظمة البناء ورمزية الدين. وكان يُفترض أن يرتبط أقرب مكان للعبادة بالطبيعة السماوية، حيث كانت قمة الزقورة تمثل فضاءً مخصصاً للإله.
تتميز الزقورات أيضاً بتعقيدها المعماري، حيث تتضمن طرقًا حقيقية للصعود إلى القمة. وكان يُستخدم في بعض الأحيان خلفيات من الطوب اللبن الملون، بالإضافة إلى زخارف فنية تعكس القيم الثقافية والدينية للشعوب في ذلك الوقت. كما تؤكد النصوص التاريخية على الأهمية الكبرى لهذه المنشآت، حيث كانت تُعتبر بمثابة قنيات مذهلة للحفاظ على الأديان والفنون والحرف التقليدية.
علاوة على ذلك، كان للزقورات دور مركزي في الحياة اليومية للسكان. حيث كانت تحاط بالأسواق والبيوت والمرافق العامة، مما يجعلها جزءاً أساسياً من النسيج الحضاري والاجتماعي للمدن القديمة. كما كانت تُستخدم أيضاً في سياقات أخرى غير دينية، مثل العروض والمناسبات، مما يعكس مدى رواج تأثيرها في حياة أهل البلاد.
في السياق الحديث، تُعد الزقورات رمزاً ثقافياً هامًا لميراث حضارات قديمة، وشكلت مقصداً للباحثين والسياح على حد سواء. بالإضافة إلى ذلك، تُستخدم الزقورات اليوم كبحث ثقافي وفني لفهم كيفية تطور العمارة والديانة عبر العصور.